منى توفيق عثامنة ..تكتب (السلّم الكهربائيّ لا يوصل للعبدلي)

186

المرفأ…إنّ نظام الحكم في الأردن نيابيّ ملكيّ وراثيّ بحسب الدستور الأردني يتكوّن من السلطات الثلاث تنفيذيّة وتشريعيّة وقضائيّة.

وهذا أمرٌ واقع مهما اختلفت الاتجاهات والآراء والأطياف فإنها تجتمع تحت مظلّة هذا النظام .
وبناءا على هذا الأساس المتين فإنّ الحكومات مسؤولةٌ من قبل مجلس النوّاب الذي يختاره الشعب منتخباً أعضاءه.
ومهما اختلفت قوانين الانتخاب أو اختلفنا معها لا بدّ ان نفرز مجلساً قويّاً متمكّناً قادرا لا يُلْوى ذراعه .
ولا تُضعِفه مغريات الوجاهة أو ترف ُالمنصب الموقوت بأربع سنوات .
لكنّنا ولأسباب لا تخفى على أحد منبتها ضغوط الحياة وقطع حبل الثقة بين الناخب والنائب بسبب نوّابٍ سابقين عاشوا تحت القبة سنوات طوال أكثر من عيشهم في بيوتهم
لكن أغلبهم خذل المواطن وخيّب آماله وأحبط طموحاته فبتنا نسمع تذمّر الناس ومقاطعة الكثير منهم لحقهم الدستوري .
مما أفسح ويُفسح لنجاح مرشحين لا يرتقون لتمثيل الشعب الأردني الواعي المخلص والمتفاني من أجل الوطن والهويّة.
لقد عملت مواقع التواصل على بث أفكار مغالطة عن وطننا الحبيب تسمّم فكر الناس وتضّلل أنظارهم وتزعزع عزائمهم سواء من خلال النشر والبث من خارج الوطن أو من داخله .
مما أثّر ويؤثِّر على القوة الانتخابيّة فالناخب الواعي النظيف يرفد للعبدلي نائباً واعيا نظيفَ اليد والنيّة واللسان .
أمّا الحديث عن الأحزاب فإنّ المسألة ليست معقدة فنحن شعب ذكيّ ندرك أنّ الأحزاب ستحتوي جميعَ أطياف المجتمع وتنتقل من عمل نيابي فردي ربما ينشغل بخدمة فئة محدودة ينتسب اليها وانتخبته
إلى نائب ينتمي لمساحة الوطن كاملةً
يعمل ضمن فريق كبير وتحت مظلةٍ كبرى

لقد أتاح القانون حريّة الترشح لكل من تنطبق عليه شروط القانون
لكن في حقيقة الأمر إنّ ترشُّحَ عددٍ كبير متفاوت لا بدّ أن يتيح المقارنة والتأمّل والرويّة فالمقارنة ضرورة والانتخاب ليس فزعة وبشرى لفلان وعلّانة إنّ الكفاءة بالتشريع والبراعة بالخطاب السياسيّ يسهُل إثباتها من خلال عرض سيرة ذاتية حقيقيّة لا منمّقة ولا مزخرفة .
فالحارة ضيّقة ونعرف بعضنا عز المعرفة .
أمّا الخبرة بالقانون فسلالمها طويلة وليس الجميع قادراً على الصعود عليها و المصاعد الكهربائية لا ت تؤدّي إلى العبدلي .
التشريع علم والرقابة بصرٌ وبصيرة .
لدينا أحزاب تستحق الثقة وقوائم محليّة تحتوي متميزين نستطيع اختيار الأفضل .
أمّا الكمال فلله وحده لا شريك له .
وليس صحيحا أنّ جميع المرشحين لا يستحقون فهذا ظلمٌ وإجحاف
الانتخاب حق للناخب لكن مع هذه الفوضى بات واجباً كي لا تتكرّر مأساة خذلاننا سنواتٍ طوال خلت ….. .

قد يعجبك ايضا