الأحزاب وما أدراك ما الأحزاب بقلم : دلال اللواما
(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)
المرفأ….كلنا يعلم القصة القديمة للأخوة اللذين اجتمعوا حول والدهم، حيث بين لهم حكمة العصي التي يصعب كسرها مجتمعةً على عكس لو كانت فرادا. ففي تجمعنا قوة وعزيمة. ومن هنا يتبين لنا الرؤية الصائبة لجلالة الملك عبد الله الثاني في طرحه لفكرة الأحزاب. ولهذه الفكرة وجاهتها في طرح الأفكار جماعية وليست فردية، فالنائب الذي يدخل قبة البرلمان من خلال قائمة حزبية متنوعة يعبر فيها عن فكرة جماعية ورؤية حزبية تمت مناقشتها لرفعة شان المواطن والمصلحة العامة تكون مساحته حدود الوطن بكافة اطرافه. لذا نجد ان جلالة الملك قد عبد الطريق وسهلها للانخراط في العمل الحزبي.
والشيء بالشيء يذكر. أتذكر في صغري والدي عندما كان يخبرني عن كيفية دخوله للعسكرية هذه المؤسسة التي يعتز بها واعتز انا بابي بأنه من مدرسة صنعت رجالاً لا يهابون الموت. ففي أحد أيام العطل المدرسية كان والدي ورفاقه يعملون في مشروع رصف الشوارع وتعبيدها، فتفاجئ هو ومن معه بقدوم سيارة عسكرية كبيره تطلب من الشباب الانتساب للعسكرية فهب ابي ومن معه من الشباب لتلبية نداء الوطن. ومرت الأيام وازدهرت الحياة وتغير المشهد، فاليوم عندما تطلب الدولة من الشباب الانتساب للعسكرية يذهب الشباب فرادا وجماعات طواعية حباً في المؤسسة العسكرية. والملفت أنه عندما يُنشر إعلان في الصحف الرسمية عن حاجة المؤسسة العسكرية لعدد معين من المنتسبين، نجد ان الذين يهرعون للتقدم بأعداد تفوق مئات المرات عن العدد المطلوب.
وكأن التاريخ يعيد نفسه ويتكرر المشهد، فسيصبح الانتساب للأحزاب مطلب شعبي ديمقراطي لما تتمتع فيه المملكة من الديمقراطية، فقد تعلمنا من جلالة الملك والعائلة الهاشمية كيف يكون حب الوطن، وحيث أنني الحظ على هامش الشارع الأردني التردد والتخوف من الخوض والدخول في الأحزاب، وأرى الأحزاب جميعها تسعى جاهده في استقطابات للأفراد من خلال إثبات رؤيتها وشرح برامجها للقاصي والداني بمختلف السبل منها البسيطة في لقاءات عفوية ومنها المعقدة في المهرجانات الخطابية، ويزداد الامر حماسا ونحن نقترب من ساعة الصفر بانتخابات نيابية ستكون هذه المرة مختلفة على سماء المملكة بالطرح وآلية التصويت. وبعد عبور عتبة الانتخابات. وفوز من سيكون له الشرف لتمثيل الشعب تحت قبة البرلمان. – استقرئ المشهد – فأنه من لم يلتحق او ينتسب الى حزب هو الخاسر ولن تكون له البصمة المميزة في إرساء قواعد الديمقراطيه والعيش الكريم، وأن من فاته ان ينتسب الى حزب هو حتماً خارج المشهد، خارج الإطار التنظيمي.