الندم بقلم ناديا ابراهيم نوري

117

المرفأ…يعاني الكثير منا من آفة الندم في بعض الأوقات وعادة ما يخطر في بالنا سؤال يتكرر ( لو رجع بنا الزمن ماهو القرار الذي نتمنى تغيره ؟)

وبعضنا يشعر فعلا بالندم لإتخاذة بعض القرارات سواء بالزواج أو نوع العمل أو الدراسة أو الانجاب أو حتى الغربة وغيرها من القرارات المصيرية في حياتة.

ولكن … هل أستفاد أحدكم من الندم أليس مايجنيه من الندم إلا الحسرة والكآبة بل ربما الندم يجعله لا يشعر بجمال حاضره ومحيطة …
علما ومن المؤكد أن قراره كان في صالحه وإلا لما وفقه الله فيه .
نصيحتي لا تندم على أي قرار اتخذته في الماضي ولا داعي لأن يتسلل ويتغلغل فيك الندم وأن لا تأخذ من الماضي إلا الخبرة والتجربة وامنح نفسك الشعور بالرضا بكل مراحل حياتك وبجميع قراراتك ولا تسمح للندم أن يعكر صفو حاضرك لا تكن كالغزالة التي تكثر النظر للخلف نحو من يحاول افتراسها وبذلك تشتت طاقتها وتستسلم له على الرغم من أن سرعتها تفوق سرعته لو كان كل تركيزها بالنظر إلى الأمام ،
و عليك أن تأخذ من الماضي الدروس والعبر وأن تستفيد من تجاربك الماضية والتفكير السديد بمستقبلك والتأني في أي قرار جديد لأنك الآن أكثر نضجا منك قبل عشرة أو عشرين سنة مضت او حتى خمسة سنوات فقط لأنك الآن أكثر خبرة ونظرتك للأمور أعمق وذلك سوف يساعدك أن يكون قرارك القادم أكثر صوابا .

فلا تجعل الندم يتسرب إليك … بالعكس أتبع نظرية النظر إلى القسم الممتلئ من الإناء فأن كان زواج غير موفق عليك بالامتنان لأنك رزقت بالذرية .

وأن كنت غير راضي عن اختيارك نوع العمل عليك النظر لما أكتسبتة من الخبرة …

وأن كان قرار السفر والغربة ليس كما كنت تتمنى عليك أن تشعر بالامتنان لأنك قابلت أناس آخرين ومن مختلف الجنسيات و أطلعت على ثقافات شعوب وبلدان جديدة ..

وهكذا عليك بالامتنان لكل تجربة عشنها في حياتك وأبعد عنك آفة الندم ومضاعفاته وأنظر إلى مستقبلك نظرة كلها أمل وتفاؤل ويقين أن القادم لا يحمل معه إلا الخير وأن ليس دائما النهايات الغير موفقة هي نهاية العالم بل قد يحمل لنا القدر بدايات جديدة رائعة

قد يعجبك ايضا