منى توفيق عثامنه تكتب… ليسَ عُرْساً ولا هم عرسان لماذا نخدع الحقيقة ؟
المرفأ…إنّ هذا الضجيج الاجتماعي الذي يدور حولنا ليس قبيحاً بل هو عجول في إطلاق الأحكام العامّة ينزع الرّيث والرويّة من طباعنا كعرب .
في وقتٍ عصيب امتلأت به صدورُنا بدخان الحزن والأسف .
لكنّها الحياة علامةُ سواد السماء تبشِّر برعدٍ وبرق يسبق الغيم والمطر.
لذلك فإنّ عِمارة الأرض واجبةٌ .
ولو كان خلود الأنبياء يحمي الأُمم من الضلال لما مات نبيّ لكنهم أدّوا رسائل السماء وغرسوا الإيمان والفضائل المتوارثة التي ترسم نظام العيش ودورُرنا هو حملُ رسائل الأنبياء والعمل بها ولا ندثرها تحت غُبار الحروب الإعلاميّة والفكريّة المضلِّلة.
لذا وفي غمرة قبضنا على الجمر في هذه الأيّام التي نعيشها وبعد أن خابت توقعاتنا بالكثيرين ممن سلفوا في مجلس الأمة وفي ظلّ هذه الأعداد الهائلة من الرجال والسيّدات الذين واللواتي تملأ صورهم أرصفة وميادين البلد.
وبلا شكّ أن هذا الازدحام دافع قويّ لاختيار الأفضل من بينهم وقطع طريق وصول مَن لا يستحق أن يمثِّل شعب الرباط أنصار الأُمّة .
فلنكن كالريح المرسَلَةِ ونَجودَ على وطننا بحقِّه علينا لنُنقذه من فترةٍ قادِمة عصيبة .
لقد افتعل الكثيرون تحت قبّة البرلمان غوغائيّات وانفعالات ومهازل واستعراضات لم تمرّ على الشعب لكنّها أدّت إلى ردة فعلٍ كارثيّة وهي ضعف الثقة بالنواب .
إنّ النظام النيابيّ الملكي الوراثي يحفظ للدولة هيبتها وللشعب حقوقه وللأُمة كيانها وهذا أمرٌ دستوريّ قائم منذ تأسيس إمارة شرق الأردن.
مرتكزاً على الشريعة الإسلاميّة وكافة المنطلقات السياسيّة والفكريّة للدولة الأردنيّة .
لنتوجّه نحو الصناديق نختار لمجلسنا أخيار المرشحين وأقواهم وأقدرهم ونمحو صور الإسراف بالمال والاحتفال والبهرجة السابقة لأوانها في الدعاية الانتخابيّة المُنَفِّرة للمجتمع بأسره.
ونتناسى أُولئك النواب السابقين الذين تفنّنوا بنشر أخبار انجازاتٍ لا دخل لها بالتشريع والرقابة لا من قريبٍ ولا بعيد.
ونترك مصطلح عرس وطني جانباً ولو مؤقتاً لأنّ ما ينتظر من عناء وحلول لمشكلات متراكمة ومواجهة لتحدّيات من المُبَكِّرِ وصفه بعُرْس قبل تحقيق الغايات فهو إجراء دستوريّ وحق وطني فنحن اليوم لا نقيم الأفراح والليالي الملاح وليلة الحنّاء كي نصمد عرسان مدلّلين ((جاخّين))في العبدلي .
إنّ ما ينتظرهم من ملفات متراكمة يحتاج السهر والعمل والكد والعناء كي نخرجَ من عنق الزجاجة ولا نختنق.
إنّ عدداً يسيرا من المرشحين لو تم انتخابهم لسلِمنا وسلِم الوطن.
الحقيقة الثابتة أن نظامَ حكمِنا نيابيّ ملكي وراثي.
الاقتراع واجبٌ وحقٌّ دستوريّ وليس عُرساً على الإطلاق .
الرّقابةُ والتشريع مهام جِسام لا طبلَ يزفّها ولا مواكب بل قانون ومعرفة وخطاب سياسيّ فصيح .
والحقيقة التي قد تكون أشدُّ من العلقم مرارةً هي ضعف التوجه إلى الصناديق وضعف النوعيّة المنتخبة التي سترفد نوّاباً ضِعاف وهذا الذي سيشدّنا إلى الخلف ونقعد على صفحاتنا ناقدين شاتمين لاعنين الظلام .
إنّ الناخب الواعي يرفِد نائباً قديراً يعكس صورة ناخبه ويُسمِع صوتَه
فليكن صوتُنا قويّاً . ولا نخدع الحقيقة فنحن هنا
نحن الحقيقة .