((الأُردن وطنٌ لا يستقرضُ الهويّةَ ولا يُعيرُها )) كتبت :منى توفيق عثامنه
المرفأ…لقد تميّزت منطقة الشرق الأوسط. بما فيها بلاد الشام بموقع على وجه الكرة الأرضية يُعتبر استراتيجيّاً وفي غاية الأهميّة .
وذلك لما شهدته من كنوزٍ دفينة وحضارات متعاقبة على حسب الآثار المكتشفة والدراسات المختصة .
وحيث أنّ الأردن يقع على هذه البقعة الهامّة فإنّه يُعَدُّ مهد حضاراتٍ خلت ينسبها علماء الآثار إلى ما قبل أكثر من مليون سنة .
وهذا يُخالف تماما مزاعم كثيرةً تدّعي أنّ الأردن مولودٌ حديث كان مجرّد ممرٍّ لقوافل التجارة .
فقد تعاقبت الحضارات على هذه الأرض المباركة على مدى العصور المختلفة مثل العصر الحجريّ والفارسي واليوناني والروماني والبيزنطي وصولا إلى العصر الإسلاميّ .
وكما أسلفنا فإنّ لكلّ عصرٍ من هذه العصور معالم شاهدة على عراقة الأردنّ الحبيب .
الذي قامت على أرضه أشهر ممالك التاريخ كالمؤابيّة والأدوميّة والعمونيّة والنبطيّة .
وما زالت البراعة المعماريّة نماذج حضاريّة حيّةً تشهد على ما كان عليه الأنباط من فن وعظمة ورقيّ .
ولا ننسى مدن الديكابولس وآثارها الشامخة في جرش وعمّان وطبقة فحل وغيرها من المواقع .
ويصدح التاريخ الإسلامي بعدد من المعارك التي دارت على أرضنا الطهور تمهيدا للفتح الإسلاميّ المجيد وما زالت أضرحةُ الصحابة تؤكّد تلك العراقة وذلك المجد .
أمّا البداوة التي ينسبنا إليها بعض المارقين فإنّها رمزٌ للمجد القَبلي ّ حيث كانت ملاذاً للقبائل العربيّة فالبداوة فطنة ومحاكاة للصحراء والليل الحالك والرجولة الجريئة الشجاعة .
إنّ الأردنّ وطن ٌ مولود من رحم المجد متنوع التضاريس يحظى باختلافات مناخية فالأغوار سلّة الغذاء تتميّز بجوّها الحار وتحتوي أخفض بقعة على مستوى الأرض وهو البحر الميّت أليس البحر الميّت شاهداً على أنّ هذه الأرض مسكونةً وشاهدةً على قصص الأنبياء؟ .
وكذلك المرتفعات الجبليّة الممتدّة من الشمال حتى الجنوب المتميّزة بأجوائها الباردة شتاءا والمعتدلة صيفاً التي بنيت فوقها أمجاد العمارة والزراعة والصيد والتجارة وحياة البشر وتنوّع الطير والنبات والحيوان .
إضافةً إلى البادية ومُناخها الصحراويّ الجاف.
واليوم الأردنّ ما زال على عهد التاريخ به وطناً ماجداً يفتح ذراعيه للأُلفة والمودّة وصلة الأرحام .
يزخر بالإرث العريق الموثق وبالتراث العربي والإسلامي وملامح الزمن المذكورة في الكتب السماويّة .
وفي أبحاث العلماء المستشهدة بالمعالم والآثار والنقوش والكنوز الدفينة تحت الأرض من معادن ومواد خام أوليّة وغيرها .
هنا الأردن المتميّز بأزياءه وأطباقه وغذاءه وحرفه وأنماط معيشته الخاصة بكل حضر وبادية وريف لا يستقرض هويّته ولا يُعيرها .
لقد نطق الحجر هنا في الأردن ولم تسمعه بعض نفوسٍ جهولة تدّعي أنّنا وطنٌ خُلِق حديثاً ليكون بديلاً .!!!!!
إنّ الفكرة التي لا يفهمها إلّا الملوك في وطنٍ تعاقبت على أرضه الممالك ورُسِم لها طريقٌ هو kings way الطريق الملوكي الذي هو أول طريق تجاري ربط الشرق بالغرب ما زال مساراً حيّا يشهد على أهميّة هذا الوطن العظيم وعراقته يبدأمن ضواحي القاهرة في مصر ممتدا حتى يصل العقبة ثم عمّان وجرش فبصرى الشام ودمشق وتدمر ثم الرصافة على نهر الفرات بسوريا .
هذه هي بعضٌ من الأدلة القادرة على الرد على كلّ من يبتذل فكرة ً حمقاء تسيء لهذا الوطن العريق .
الأردنُّ عصيّ على خُبث الفكرة وخبائث الفتن .
وإنّنا مجتمع يؤمن بفيزيائية التباين والانسجام الفكري والسياسيّ والإنسانيّ الذي لا تتضح معالمُه إلّا بشروق الشمس.
نحن ندوسُ الظلمةَ مُستنيرين بوضوح الهدف وخطى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي لا يقبل للقضية الفلسطينية والشعب المناضل العظيم إلا الحق والثبات وتقرير المصير على أرضه حتى التحرير .
نرجو من الله تعالى أن يحفظ جميع بلاد العروبة سالمةً آمنة بنصرٍ موعود فوعد الله حق .
وأن يحفظ الأردنّ عزيزاً كريماً نقيّاً من كل فكرةٍ عابثة أو إدعاء ذميم .