فيصل الفايز والبعد الثالث .. احمد عوض
المرفأ…بوجوده على رأس اللجنة العليا للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، فان دولة السيد فيصل الفايز وبومضة ذكاء فطري يتمتع به دولته، اضاف لشخصيته وحضوره على الساحة العامة بعدا ثالثا، اظنه سيكون الاكثر رسوخا في حضور الرجل وتأثيرة وسيرته.
فبعد البعد العشائري القبلي في شخصيته، وهو البعد الذي يشكل ركيزة اساسية من ركائز حضور فيصل الفايز في الحياة العامة، ويصبغ الكثير من سلوكيات الرجل كالتسامح وسعة الصدر.
وبعد البعد الرسمي في شخصية الفايز، والذي تكون من خلال تجربة طويلة ثرية ومتنوعة تولى خلالها كل الرئاسات الرسمية: رئيسا للتشريفات الملكية، ورئيسا للوزراء، ورئيسا لمجلس النواب، ورئيسا لمجلس الاعيان، مما أعطى حضوره في الحياة العامة الاردنية زخما كبيرا، لتأتي رئاسته للجنة العليا للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، فتزيد من زخم حضوره المحلي، وتفتح له آفاق الحضور العربي والإسلامي، فعلى الصعد الثلاث فان اهتمام الفايز بموضوع اللغة العربية، سيجعله قريبا من شرائح مهمة خاصة لحهة تأثيرها في بناء الرأي العام وتوجيهه، وهي شريحة الادباء والكتاب والاعلاميين والمثقفين على وجه العموم، وهي الشريحة التي يصعب على معظم السياسيين بناء علاقات حوار معها، رغم ان هذه الشريحة هي التي خلدت الزعماء والقادة الكبار في وجدان شعوبهم والعالم بما كتبته اقلامها عنهم، عندما تبنى هؤلاء القادة الساسة قضايا تهم شريحة الادباء والمثقفين. وهل اهم من اللغة قضية تشغل بال شريحة الادباء والكتاب و الإعلاميين وعموم المثقفين،فاللغة هي ادة الاديب و الكاتب وإعلامي ليعبر عن نفسه، وينشر افكاره، وهي قبل ذلك النبع الذي ينهل منه معرفته، فاللغة هي خزان الثقافة والمعرفة، فمابالك باللغة العربية التي وهي لغة مايقارب نصف مليار نسمة، علاوة على انها لغة التعبد لأكثر من ملياري مسلم، يضاف اليهم أتباع الكنيسة الشرقية، فكل هؤلاء مهتمون باللغة العربية، وسيكونون ممتمنين لمن يهتم بها ويدافع عنها، ويعتبر قضيتها قضية حضارية مثلما صرح فيصل الفايز أكثر من مرة، ليدخل باب المجد الحضاري من أوسع ابوابه، باب اللسان العربي المبين والدفاع عنه.