ضيف الله نافع الحربي  يكتب…السؤال الذي يصنع الضجيج

449

المرفأ…الحياة كم هائل من الأسئلة ، ونحن الملاذ و الوعاء الأول الذي تلجأ إليه تلك الأسئلة المفتوحة منها والحائرة والحساسة و المؤذية والخطيرة وعديمة الإجابة حتى اللامنطقية منها قد تستقر بنا ، بعد أن قذفتها المواقف الحياتية ، وصنعتها زوايا النظر التي نتخذ منها متكأ عبثي لنقذف ببذور الحيرة هنا وهناك حتى نجد أنفسنا يومًا وسط غراس بلا ثمر ،ليشتد عود تلك البذور قبل أن تُثقل أغصانها بمزيد من التساؤلات ، وتُثقلنا حين تميل علينا لتميل بنا ونحن في حالة شتات بين أداة سؤال وعلامة استفهام يصعب تجاوزها دون استنزاف ونزف للجهد والوقت والسعادة ، وهذا ما آل إليه حال الكثير من الناس اليوم ، يتغشى ظاهرهم السكون وفي داخلهم ضجيج لا يهدأ صُنع بأيدي سؤال ربما لايستحق الاهتمام الذي مُنح ، ولا طائل من الجُهد الذي بُذل للبحث عن إجابته لهزالته وسطحيته وعدم الجدوى منه .

 

ولأن جوهر السؤال هو العلامة الأبرز التي تُشير إلى قيمته وجودته التي تعكس فائدته ، فكثير من الأسئلة التي تصول وتجول في أذهاننا وتستحوذ على مساحة شاسعة من تفكيرنا هي في حقيقتها لا تحمل هدف واضح ، وغالبًا يكون الهدف من وراء السؤال البحث عن ضالة أو حقيقة أو اغتراف ما يُفيد ويُغذي خانة السؤال بجواب أعمق من أسئلة الفضول الأدنى الذي استحوذ على عقول كثير من الناس فأصبح السؤال الذي يقودهم خلفه يبحث فيما لا علاقة لهم به ولا شأن ، ما خلق الفراغ الفكري وملأ التساؤلات بالسطحية المقززة ، وقاد كثير منهم إلى تجاوز الحدود والقفز فوق الخطوط ، ومثل هذا التسطيح لايبني ثقافة و لا يصنع فكر يليق برسالة الإنسان في حياته والتي تُبرز دوره الأهم في البحث والتأمل من خلال السؤال العميق الذي تُغترف به دُرر الوجدان

قد يعجبك ايضا