تهجير الفلسطينيين مشروع عدواني مرفوض ومخاطر على الأمن الإقليمي والسيادة الأردنية. بقلم الاعلامية رحاب القضاة

404

 

المرفأ…لطالما شكلت القضية الفلسطينية المحور الأساسي للصراع العربي الإسرائيلي، وكانت محوراً للوجدان العربي والإسلامي.
لكن ما نشهده اليوم هو محاولات إسرائيلية متكررة لتصفية القضية عبر إجراءات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا، سواء نحو الأردن أو دفعهم لمغادرة أراضيهم إلى قطاع غزة المكتظ.
هذه المحاولات ليست مجرد خرق للقانون الدولي، بل تهدد بنسف الاستقرار الإقليمي وإحداث تداعيات كارثية على الأردن، المنطقة، والعالم أجمع.

أبعاد وخطورة التهجير القسري

إسرائيل لم تكتفِ بالاستيطان والاحتلال، بل تواصل الضغط الممنهج على الفلسطينيين لدفعهم إلى الرحيل، عبر:
1. تكثيف عمليات الاستيطان في القدس والضفة الغربية.
2. تدمير المنازل وسلب الأراضي.
3. فرض حصار خانق على غزة وتحويل القطاع إلى منطقة لا تصلح للحياة، مما يجعل أي زيادة سكانية فيها كارثية.
4. إجراءات قانونية غير شرعية تهدف إلى سحب الإقامات والحقوق المدنية عن سكان القدس.

هذا التهجير لا يستهدف فقط الفلسطينيين، بل يسعى لإعادة رسم خريطة ديموغرافية تُغيّر واقع القضية الفلسطينية، وتحمل تداعيات خطيرة على الأردن كونه العمق الطبيعي لفلسطين.

الخطر على الأردن والسيادة الوطنية

أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن تهدف إلى زعزعة استقرار المملكة، وتحويلها إلى وطن بديل، وهو أمر مرفوض سياسيًا وشعبيًا، ومنافٍ للحقوق الوطنية الفلسطينية.
• أولاً: المساس بالسيادة الأردنية:
أي تهجير جديد يُشكّل ضغطًا على الموارد والبنية التحتية ويهدد الهوية الوطنية الأردنية، ويفتح المجال لتدخلات خارجية في الشأن الداخلي للمملكة.
• ثانياً: تقويض الحق الفلسطيني:
التهجير يمثّل اعترافًا غير مباشر بمخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية، وتحويلها إلى مسألة إنسانية بدلاً من قضية تحرر وطني.

الحلول السياسية والاستراتيجية

التعامل مع هذا الملف يتطلب حنكة سياسية واستراتيجية وطنية وإقليمية واضحة.
الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، قادر على مواجهة هذه المخططات عبر خطوات متعددة:

أولاً: تعزيز الدور الأردني كقوة دبلوماسية إقليمية ودولية
1. رفض التوطين بشكل قاطع:
• تكريس الموقف الرسمي الأردني الرافض لفكرة الوطن البديل والتهجير القسري، وتأكيد أن الأردن لا يمكن أن يكون طرفًا في تصفية القضية الفلسطينية.
• التواصل مع القوى الدولية والإقليمية لتوضيح خطورة هذه السياسات، وإبراز الأبعاد الكارثية على الأمن والاستقرار الإقليميين.

2. قيادة تحالف عربي ودولي:
• التنسيق مع الدول العربية الكبرى، خاصة مصر والسعودية، لتشكيل جبهة موحدة تدعم صمود الفلسطينيين وتتصدى للمخططات الإسرائيلية.
• تعزيز الدور الأردني في المحافل الدولية، خاصة في الأمم المتحدة، لتفعيل القوانين الدولية التي تحظر التهجير القسري وجرائم الاستيطان.
3. تعزيز دعم الفلسطينيين على أرضهم:
• إطلاق مبادرات أردنية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية لتأمين المشاريع التنموية في فلسطين، ودعم الاقتصاد الفلسطيني لضمان بقاء الفلسطينيين في أراضيهم.

ثانياً: دعم صمود الفلسطينيين في الداخل
1. توسيع الدعم المالي والإغاثي:
• دعم الفلسطينيين، خاصة في القدس والمناطق المهددة بالتهجير، بمشاريع إسكانية وبنية تحتية تعزز صمودهم.

• إطلاق برامج إغاثة إنسانية في غزة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية، لتخفيف الحصار وضمان حياة كريمة للسكان.

2. دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية:
• العمل على تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، لأن الانقسام يُضعف الموقف الفلسطيني ويمنح الاحتلال مساحة للتحرك.

ثالثاً: حراك سياسي ودبلوماسي فاعل
1. تصعيد المواجهة القانونية:
• اللجوء إلى محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين.

• تقديم ملفات قانونية متكاملة تثبت خروقات إسرائيل للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.

2. حشد الدعم الدولي:
• بناء تحالفات مع الدول الأوروبية والآسيوية المناصرة للحقوق الفلسطينية، لتشكيل ضغط سياسي على إسرائيل.

• إطلاق حملات إعلامية عالمية لفضح ممارسات الاحتلال وتسليط الضوء على مخاطر التهجير القسري.

رسالة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني
جلالة الملك، إن الأردن كان ولا يزال بوابة الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأنتم خير قائد لهذه الأمة في أصعب الظروف.
مررنا عبر سنوات طويلة بتحديات كبيرة، لكن بقي الأردن صامدًا بقيادتكم الحكيمة، التي أظهرت في كل مرة كيف يمكن الحفاظ على الوطن وهويته رغم المحن.

نحن اليوم في موقف جديد، لكنه ليس بجديد على الأردن.
نحن معك يا أبا الحُسين قلبًا وقالبًا، ولن نخذلك انت وطننا أبدًا. نقولها بكل وضوح: “إحنا بضهرك”
الأردن وطننا، وأنت قائدنا، ولن نسمح لأي مشروع أن يمس استقرار هذا الوطن أو يهدد كرامة أهله.
نحن جندك وسندك في كل خطوة، وستبقى الراية مرفوعة بفضل حكمتك وإيماننا بك.”

مخططات تهجير الفلسطينيين ليست قضية فلسطينية فقط، بل هي معركة وعي لكل شعوب المنطقة.
المطلوب اليوم تكاتف الجهود السياسية والشعبية لمواجهة هذه التحديات، وتعزيز صمود الفلسطينيين في أرضهم، وحماية الأردن من التداعيات الكارثية لهذه المخططات.

الأردن سيبقى، بقيادة جلالة الملك، السند الأول لفلسطين، وصمام الأمان للأمن الإقليمي، ولن يكون طرفًا في أي مشروع يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. نحن على العهد دائمًا، مع فلسطين ومع الأردن، ثابتون في وجه كل المؤامرات، بإيمان قوي وعزيمة لا تلين.

قد يعجبك ايضا