طارق ابو شقرا يكتب…سيناريو تهجير الفلسطينيين.. رفض أردني وعربي ودولي
المرفأ…أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأخيرة بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم؛ انتقادات واسعة في الداخل الأمريكي، وجدلا كبيرا عربيا ودوليا، ووصفت المنظمات الدولية التي تعمل في إطار حقوق الانسان، بأنها مستغربة ومستهجنة.
يواجه الأردن اليوم، تحدٍ كبير وخطير مع تصريحات الإدارة الامريكية، بشأن سيناريو التهجير للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى دول الجوار، فالأردن تحمل ما لم تتحمله دولة منذ عقود جراء موجات اللجوء من فلسطين ودول الجوار، لانه يمارس دوره الإنساني والأخلاقي، وهي سمة الهاشميين الكرام وحديث جلالة الملك عبد الله ” ننظر دائما إلى الجانب الأخلاقي ” هو العنوان الأبرز للسياسة الأردنية التي يقودها جلالته.
ولا شك أن مواقف جلالة الملك، واضحة حيث تصدى بحزم لما يعرف بـ”صفقة القرن” خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، واستمر جلالته بدعم صمود السلطة الفلسطينية ورفض الخطط التي كانت تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وما زال.
لا يوجد شيء اسمخ تهجير “مؤقت”، والتاريخ العربي أكبر شاهد منذ عام 48 عندما هجر الفلسطينيون من أراضيهم وقيل لهم أم هذا التهجير سيكون مؤقتاً، فأصبح التهجير المؤقت إلى تهجير دائم، والتهجير بمفهومه الاوسع والأشمل هو إنهاء للقضية الفلسطينية وتصفيتها، مما سيشكل ظلما كبيرا بالشعب الفلسطيني فيما يتعلق بحل الدولتين.
مسألة التهجير تتناقض مع مبادئ القانون الإنساني الدولي وهذا واضح بحسب الاتفاقيات الدولية بأنه جريمة حرب، فكيف نصف المشهد اليوم بحق شعب كامل الذي عانى ويعاني من نكبات وويلات، ستعجز كل المترادفات والمواثيق الإنسانية عن وصف المشهد وماذا سيكتب التاريخ، والتهجير يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتجريدها من عناصرها الأساسية وان أن أي تهجير جديد ستكون له أبعاد خطيرة على الهوية الوطنية الأردنية والفلسطينية معا وتحقيق لمشروع الإسرائيلي بتفريغ الأرض الفلسطينية وطمس هويتها.
الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو منح الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة على أرضه وليس البحث عن حلول على حساب الدول المجاورة، وندعو العالم إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية والعمل على إنهاء الصراع وحقهم العيش بسلام كباقي دول العالم والابتعاد عن الحلول التي تجذر وتكرس الظلم وتزيد من الازمات والتطرف في المنطقة.
وختاما نقول.. الموقف الأردني واضح وثابت وراسخ، ولا يحييد عنه بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وهذا موقف واضح وتاريخنا في الأردن لا مساومة عليه ولن نقبل بالعبث بموقفنا فهي تاريخية متأصلة.٠٠٠