سيظل الأقصى بؤرة الصراع.. محمد حسن التل..
المرفأ….في غمرة جولات الصراع في فلسطين يجب علينا أن نظل متنبهين أن بؤرة هذا الصراع هو المسجد الأقصى، وأن كل الانتفاضات التي قامت في فلسطين كانت من أجل حماية الأقصى والمواجهة محاولات إسرائيل تنفيذ مخططاتها إزائه، وأن كل الحروب داخل فلسطين وآخرها معركة السابع من أكتوبر جاءت تحت عنوان الدفاع عن الأقصى وأن مجموع محاولات إيجاد “السلام” انهارت عندما وصل الحديث عنه.
إسرائيل مشروع قيامها أحد أهم أسسه أن الأقصى يجب هدمه، وأن أرض الحرم أرض يهودية وهذا يستوجب بنظرهم بناء ما يسمونه هيكل سليمان، ساعتها ستكون الفجيعة بأنهم استطاعوا أن يحققوا هذا الهدف بعد تحقيق هدفهم بإقامة دولة على أرض فلسطين.
..كل مخططات الحكومات الإسرائيلية عبر العقود الماضية تؤشر بوصلتها إلى الحرم القدسي، ولولا ذلك لما عطلوا وأعاقوا كل محاولات إقامة “سلام”، بينهم وبين الفلسطينيين والعرب الذين يرفضون المساس بهذا المعلم الإسلامي الكبير الذي تأتي منزلته في عمق عقيدة الإسلام.
في غمرة الصراع اليوم، والاحتدام على الأرض وتهديد إسرائيل باستئناف الحرب على غزة واستمرارها في الحرب المعلنة على الضفة الغربية، يجب أن لا يغيب عنا أن كسر شوكة الفلسطينيين في الداخل يعني أن الطريق أصبحت ممهدة للمشروع الإسرائيلي في الأقصى، لذلك يجب أن يكون الحديث عن القدس ومقدساتها حاضرا في أي حوارات بخصوص فلسطين، وحماية الحرم تبدأ بتثبيت المقدسيين على أرضهم، وشحنهم بسبل هذا التثبيت بكل أنواع الدعم على رأسها الدعم المادي حتى يستطيعوا مواجهة القوانين والإجراءات الإسرائيلية التي تسعى إلى إخراجهم من مدينتهم.
ما يخيف الآن في خضم ما يجري عدم مراقبة محاولات إسرائيل إزاء الحرم القدسي، فالاعتدآت مستمرة ومحاولات التضييق لا زالت قائمة وهذا يعني أن المشروع تنفيذه لا زال حاضرا في التفكير والمشاريع الإسرائيلية.. فكما أشرت، كل ما تقوم به إسرائيل تحاول من خلاله تعبيد طريقها نحوه.. وتصريحات الوزراء والحاخامات هناك تحافظ على زخمها لأن العقلية الصهيونية تضع هدف الإستيلاء على الحرم القدسي في أعلى درجات سلم أولوياتها الأمر الذي سيبقي شعلة الصراع متوقدة وسيظل الصراع قائما مادام الأقصى في عين الضبع الإسرائيلي..المهم أن يظل الجميع متيقظا ، فمن الممكن أن تقوم إسرائيل بأي عمل يستهدف الأقصى في غمرة انشغال العالم بما يجري بغزة مستغلين المشهد الأمريكي الجديد والدعم لحكومة نتياهو المتزايد، ساعتها سينفلت الصراع ولن يبقى داخل حدود فلسطين بل سيطال لهيبه كل العالم…