الكرامة: معركة العزة والبطولة الخالدة النائب حسين سعود كريشان
المرفأ…لم تكن معركة الكرامة مجرد مواجهة عسكرية في تاريخ الأردن، بل كانت محطة فارقة أثبت فيها الجيش العربي الأردني شجاعته وصموده في الدفاع عن الوطن، ففي 21 آذار 1968، تصدى أبطال الجيش لمحاولة الاحتلال الإسرائيلي اجتياح بلدة الكرامة، فحطموا أوهامه وأجبروه على الانسحاب بعد تكبيده خسائر فادحة، في انتصار عسكري وسياسي أعاد للأمة العربية ثقتها بعد نكسة 1967.
وقد سطر أبطال المعركة أروع صور الفداء والتضحية، ومنذ ذلك اليوم، أصبحت معركة الكرامة مصدر إلهام للأجيال الأردنية، تعكس روح التضحية والإصرار على حماية الأرض والكرامة الوطنية، فقد ترسخت في وجدان الأردنيين كملحمة خالدة تجسد معاني الوحدة الوطنية والانتماء الحقيقي للوطن، حيث اختلطت دماء الشهداء الطاهرة بتراب الأردن دفاعًا عن سيادته وحريتة.
ومنذ تأسيس الدولة الأردنية والجيش العربي الأردني يشكل الركيزة الأساسية في حماية الوطن وصون استقراره ومع تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم قيادة البلاد شهدت القوات المسلحة الأردنية تطورًا نوعيًا على مختلف المستويات فقد حرص جلالته على تحديث الجيش وتسليحه بأحدث المعدات والتقنيات العسكرية لتعزيز قدرته على مواجهة مختلف التهديدات الأمنية الإقليمية والدولية، واليوم، يواصل الجيش العربي الأردني مسيرته البطولية تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي حمل راية الآباء والأجداد في تعزيز قدرات الجيش وتطويره، ليبقى حصن الوطن المنيع في مواجهة التحديات، وبفضل توجيهات جلالته، أصبحت القوات المسلحة الأردنية قوة عصرية متطورة تسهم في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي عبر عمليات حفظ السلام والمساعدات الإنسانية.
ولقد أصبحت الكرامة رمزًا للعزة والفداء، ونهجًا ثابتًا في عقيدة الجيش العربي الأردني، يؤكد أن السيادة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، سيبقى صامدًا في وجه كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره.