فوزًا عظيمًا .. بقلم نادية إبراهيم نوري

397

 

المرفأ…أغلبنا يمارس فروضه الدينية نقلًا عن والدَيه أو معلميه أو شيوخه، ولكن إرادة الله أن نفهم ديننا بالعقل، وأن نمارس الفروض والطاعات عن قناعة ويقين، لا مجرد تقليد للآباء والأجداد. بل إن الله كان يلوم الأقوام السابقة حين كانت حجتهم: “إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون”. فالله يريد للعقل البشري أن يتفكر ويتأمل ويحلل.

ونجد في عدة سور من كتاب الله العزيز آيات كثيرة تدعو إلى التدبر والتفكر، بل أثنى سبحانه على المتفكرين، فقال:
“ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلًا، سبحانك فقنا عذاب النار”
وقال أيضًا: “إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون”.

نستخلص من ذلك أن التفكر عبادة ربانية وضرورة دعوية، وأن الدين لا يكتمل إلا بعقل يتدبر وروح تعي.

وقد وردت في القرآن الكريم:

49 آية تحض على استخدام العقل والتعقل

16 آية تتحدث عن “اللب” بمعنى العقل وجوهر الإنسان

18 موضعًا تتحدث عن الفكر والتفكر

طالما تساءلت: ما المغزى من صيام ستة أيام من شهر شوال بعد صيام ثلاثين يومًا من رمضان المبارك؟
الإجابات المتداولة منها أن صيام السنن يُكمل ما قد يعتري الفريضة من خلل أو نقص، ومنها أنه زيادة في الخير ودليل على محبة العبد لطاعات الرب ورغبته في مواصلة الأعمال الصالحات.

وقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على صيام ستة أيام من شوال، فقال:
“من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر”.

ثم جاء العلم الحديث ليثبت جانبًا من إعجاز هذا التوجيه النبوي، حيث وُجد أن صيام يوم واحد يولد كريات دم بيضاء تكفي لوقاية الإنسان لمدة عشرة أيام. وبما أن السنة القمرية تتكوّن من 355 يومًا، فنحن نحتاج إلى 36 يوم صيام لتوليد كريات بيضاء كافية لدعم جهاز المناعة. لذا كان من الضروري صيام ستة أيام من شوال إلى جانب أيام رمضان، لإتمام المناعة الطبيعية للجسم.

فكريات الدم البيضاء، كما هو معروف، هي العنصر الأساسي في جهاز المناعة لدى الإنسان.

وهكذا، نجد أن العبادة تتكامل مع الفائدة الصحية، فيتجلى الإعجاز الرباني الذي يجمع بين سمو الروح وسلامة الجسد، ومن صام رمضان وتبعه بصيام ستة أيام من شوال، فقد فاز فوزًا عظيمًا.

تقبّل الله طاعاتكم، ومتعكم بتمام الصحة والعافية.

قد يعجبك ايضا