باختصار شديد ..للوطن شوكة تبديدها مستحيل • بقلم الدكتور هادي المحاسنة الحمايدة
المرفأ…صخب واحتقان وترصد وبحث عن الضد عندما الامور تشتد , واقع مؤلم واستقطاب في وقت الحاجة للتكامل , ومزايدات هنا سببها أن هناك من يسهل عليه الـ أنا رغم أن الواجب في وقت الحاجة قول : نحن فقط ليرسو مركبنا على بر أمانه , وتزدان أيامه بهدوء أمنه واطمئنانه. ملمح ظاهر يطفو على السطح عندما يريد من يجدف عكس التيار الظهور . وكأن قدرنا أن ينتج غيرنا مشكلاته ونغرق نحن في البحث عن حلول . وعند الحديث لا يشار لموقفنا ويلجم الرجال في الحديث عندما يتعلق الأمر بموقف الاردن . تنكب واضح يعرقل حتى التفكير .
تنتهك قدسية مشهدنا الوطني , ويساء لأجهزتنا الامنية في عالم يرصد كل صغيرة وكبيرة ويحللها , وينعكس كل ذلك على نسيجنا الاجتماعي , ومواقفنا السياسية وجبهتنا الداخلية , وكأننا في رحم المعاناة يجب أن يرسخ قيدُنا . وباء الظهور يحدب الظهور ويحدث النفور.
منذ أحداث غزة وأنا أراقب المشهد , موقف رسمي يجسد إرث هذا الوطن في دعم قضايا أمته على حساب وضعه , وعلى حساب مصالحه الوطنية دون مراعاة لحجم التحدي الاقليمي والدولي , ودون قراءة واعية لما تمر به المنطقة , وكأن التثوير مبرمج ممنهج , وقد أرهق ذلك مشهدنا الوطني رغم حالته الصحية التي تستطيع دوما هضم كل سلبي والبناء على المنجز الوطني بكل قوة , وحماقة الوعي هي نواة الفوضى رغم ان الدرء هو المصلحة الفضلى فأين فهم مقاصد الشريعة من دعاتها !! .
مادفعني لهذه المقدمة الاساءة لاجهزتنا الامنية , ومحاولة أدلجة الشارع , واستقطاب الشباب والعنوان غزة لكنها لعبة مكشوفة يقف لها كل حر وشريف خلف قيادته الهاشمية التي استطاعت رغم شح الموارد والتحديات الجسيمة أن تسير نحو الامام بخطى ثابتة ؛ لتحقيق مستقبل هذا الوطن . نضحك وفي العين دموع .
وكم اذهلني مطالبات سبقت من نواب مايعرف بالحركة الاسلامية في الافراج عن شباب قيل عنهم أكثر ماقاله قيس في ليلى لكن الايام كاشفة أن هناك من يريد ذرف الدموع لحصد مساحة أكبر على حساب عاطفة جياشة لشعب رغم عطفه لكن وعيه أكبر .
تبارى جمع نواب مايعرف بالحركة في مناكفة الدولة رغم ماقدمته لهم من رعاية , وانتخابات راهن على نزاهتها جلالة الملك فحصدوا الاصوات , وانتقل دورهم من الرقابة والتشريع إلى المناكفة , ومحاولة لي الذراع في اللجوء للشارع والحجة دماء أهل غزة وهل يتاجر بالدم إنسان!!.
صناعة الضد عند ومكابرة , ومحاولة إقصاء للشريحة الاكبر , ولنبض الشارع تُنتهج منذ مدة , وهناك من يريد بناء سور يحشر فيه رأي الاغلبية لتحقيق طموحه وينسى أن أبجديات الديمقراطية مشاركة الكافة لا أن يتحكم في المصير زمرة بعينها كلما ” دق الكوز” نزلوا الى الشارع واغلقوا الطرقات وشوهوا المشهد الوطني ووصل الامر إلى صناعة الاسلحة والمتفجرات في دولة يحكمها قانون ويحكم امتلاك الاسلحة قانون .
الاسلام دين الدولة والغالبية العظمى , وتراعي الدولة دوما حرية الاعتقاد وتحترم قدسية الدين وترعى المساجد ودور حفظ القران فقيادتها مصطفوية وجيشها كذلك قدمت قواتها المسلحة الشهيد تلو الشهيد على أرض فلسطين تحديدا دون منة أو حديث وكان التسامح والصفح عنوانها العريض فلم يسحل فيها معارض ولم تسمل فيها أحلام بائس , والاعراض عن الحكمة عنوان المرحلة عند بعض من أراد أن يركب موجة التغيير بالهدم لا البناء .
لاوصاية على الوطن من أحد ولا يرضى الراشد وصاية على أحلامه ومستقبله , وغضب الاردنيين معتبر في أن الوصاية ممنوعة والحديث عن الوطن من جهات لها ايديولوجيتها كذلك ممنوع ومرفوض , ولهذا اصطف الناس خلف قيادتهم وقواتهم المسلحة في أنه لا راية تعلو على راية الوطن , ولا راية ترفع غير علم المملكة الاردنية الهاشمية فهو مظلة الجميع . ولا استعراض عندما يحين الجد ؛ لا يسمح بالتهريج .
من يقرأ المشهد بوضوح يدرك أن كل من يعمل ضد مصالح الدولة للشارع معروف , وكل من أراد لنفسه مكانا عليه أن يعي أن الشعب الاردني هو صاحب المشهد باختلافه وتنوعه ولكل الحق في أن يعيش النمط الذي يبتغيه على أن لايعمم مايحلم به على مستقبل الناس. وقضية غزة ومايحدث فيها يؤلم ضمير كل إنسان وقد قدم الاردن مايفوق طاقته فلا تحملونا مالانطيق ولاتربطوا أحلامكم ومشروعكم بما يحدث في غزة. المزايدات مرفوضة وبالذات على دماء الشهداء من قواتنا المسلحة الباسلة .
من أراد أن يكون في هذا الوطن عليه أن يعي أنه جز من المشهد وجزء من كل , ووجوده في مشهدنا على شرط أن يثري المشهد لا أن يستحوذ عليه لهذا حدثت ردة فعل طبيعية من الناس وعم الاستياء في أن هناك من يريد أن يستحوذ على المشهد وهذا طموح غير مشروع وتغول واستبداد واضح يرفضه الجميع لان الجميع يعي حجم التحديات وحجم المؤامرة على أرض الحشد والرباط .
الشعب لا يقبل بمن ينقل حدود مساحته نحو الاخر مهما كانت المسوغات والادعاءات ولهذا كان من اللازم قراءة رغبات الناس من نواب الحركة الاسلامية في مجلس النواب الاردني . ومراعاة احلام شبابهم في بناء رقابة حقيقية ومجلس تشريعي مختص يسهم في أمن قانوني يجلب الاستثمار ويفجر الطاقات لا ان يفجر الشارع ويحيك المؤامرات باسم الدين .
الاردن لكل أبنائه فلا وطن قد كابد ماكابدناه ولا دولة استطاعت حمل هذا الثقل ونداء العقل والضمير يحتم علينا قول الحقيقة في أن المشهد لا يحتمل المراهقات السياسية ولا المضاربات غير المحسوبة ولا منطق الربح على حساب الوطن ولا التكسب على حساب غزة.
وهي دعوة قد تكون أخيرة في أن تعود البوصلة الى مكانها الامثل , وأن الانحراف والانجراف ممنوع ومنبوذ , وان مصالح الوطن فوق كل الاعتبارات وفوق طموحات الجماعات والاحزاب. عندما يحين الجد الكل في خندق الوطن ترخص لديه التضحيات ويسهل الدم , ومن حق الشارع الذي اختار نوابكم أن تبادلوه الود وأن تقدموا مشاريع نهضة حقيقية واقتراحات بناءة لا أن تحدثوا الانقسام في وقت نحن بأمس الحاجة للاصطفاف الكتف بالكتف والقلب على القلب .
تحية أردنية للقيادة التي كلما جد الجد تجددت البيعة , وهرول الناس نحو عمود الخيمة يقولون: أنت هنا الاعلى والاقوى , وبك نحن نمضي فلا أعمدة تعلو على واسط البيت , وتحية لقواتنا المسلحة درع الوطن ومصدر فخاره وتحية خاصة لفرسان الحق الذين يعملون بصمت وقوة واقتدار يظهرون في الوقت المناسب ليقولوا للجميع أن علو الكعب هنا وان المهنية هنا وأن الخارطة الامنية يرسمها الفرسان .
باختصار شديد للوطن شوكة تبديدها مستحيل.
حفظ الله الأردن دولةً، وقيادةً، وشعبًا، لا يُساوم على سيادته، ولا يُهادن من يتربّص به.
الدكتور هادي المحاسنة الحمايدة
• عميد شؤون الطلبة في جامعة العقبة للعلوم الطبية