الاستقلال تحقق بالتضحيات ومواكب الشهداء…. بقلم عليان العدوان
المرفأ….كل عام والوطن وقائده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهدنا الامير الحسين بن عبد الله بالف خير ارفعها تهنئة ومباركة لجلالته بعيد استقلال الأردن، الذي تحقق في عام 1946، والذي كان وما زال انجازا وطني عظيم وحري بنا الاعتزاز والاحتفال بالمنجزات الوطنية وهي استحقاقات و سمة من سمات الشعوب التي تنعم بالأمن والكرامة والاستقلال، ومن أعظم الكلمات في اللّغات كافة معنى وفعلا واصطلاحا. لأن استقلال الأردن لم يكن إلاّ إنجازا تاريخيا تحقق بالتضحيات وبمواكب الشهداء من أبناء الوطن و الأمة العربية. منذ إطلاق الرصاصة الأولى للثورة العربية الكبرى التي بدأت ثورة فكرية تداعى لها كل أحرار العرب ومثقفيه. ونودي بالشريف الحسين بن علي ملكا للعرب. وبعدها استشهاد الملك المؤسس المغفور له الملك عبدالله الأول في القدس الشريف.
وتوارثَ بنو هاشم الغر الميامين رفع راية الاستقلال ليعتبر استحقاقا تاريخيا لما تم إنجازه. من مأسسة الدولة وإصدار الدستور وجعل الأردن بلد القانون والمؤسسات ومن أهم منجزات الاستقلال تعريب الجيش العربي الأردني. الذي كان تحت الإدارة البريطانية والغاء المعاهدة البرطانية في عهد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال. وفي عهده الذي تزامن مع نكبة الاهل في الشقيقة فلسطين العروبة ومعارك الشرف التي خاضها الجيش الأردني للدفاع عن القدس وعروبتها وقدسيتها الدينية وفي اللطرون وباب الواد وغيرها على ثرى فلسطين، وكانت بعدها معركة الكرامة التي قادها الملك الحسين بن طلال، وها نحن ننعم بقيادة عبد الله الثاني ابن الحسين الذي قاد معركة الكرامة الثانية للتصدي للإرهاب والتطرف. ولا بد لنا أن نقّر بالدور الريادي الذي لعبته قواتنا المسلحة في التّصدي لعصابات التهرب على الحدود الشمالية الشرقية . وأجهزتنا الأمنية أيضا. ومن أهم منجزات الاستقلال أن الإنسان اغلى مانملك كما أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال بتعزيز الجيش الأبيض وإعداد الكوادر الطبية الاردنية ليكون الأردن المثل الذي يحتذى به على مستوى العالم. فيما تقدمه الخدمات الطبية الملكية التابعة لجيشنا العربي من خدمة في غزة والضفة الغربية ووقدمت في الكثير من اقطار العالم ،
كان للاستقلال تأثير كبير على تمكين الأدباء والكتاب الأردنيين بطرق عدة من اهمها تعزيز الهوية الوطنية و الاعتزاز بالمنجزات الوطنية
فالاستقلال ساهم في ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية. وهذا بدوره ألهم الكتاب والأدباء للتعبير عن هذه الهوية، وتناول قضايا الوطن وتاريخه وتراثه في أعمالهم. وأصبح الأدب وسيلة لتعزيز الشعور بالانتماء والفخر الوطني. وتوسيع آفاق التعبير فمع الاستقلال، ظهرت مساحة أكبر لحرية التعبير (وإن كانت تخضع من قبل للتطورات وتقلبات عبر التاريخ). حيث بدأ الكتاب في تناول مواضيع كانت محظورة أو حساسة في فترة ما قبل الاستقلال، مما أثرى الأدب الأردني وتنوعه.
ومن ثمار الاستقلال كان لوزارة الثقافة دور كبير في إنشاء المؤسسات والجمعيات الثقافية لرعاية الأدباء والكتاب من خلال دعمها ونشر اعمال الأدباء ،و إقامة الفعاليات ، وعلى ذكر تأسيس الجمعيات الأدبية يعتبر اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ورابطة الكتاب انموذجين للرعاية والتنوير والان مايزيد على سبعماية جمعية ثقافية و هذه المؤسسات والجمعيات لعبت دورًا هامًا في دعم المشهد الأدبي الاردني.
والاستقلال أتاح المجال للتفاعل مع الأدب العربي الأوسع و سمح للأردن بأن يكون أكثر انفتاحًا وتفاعلاً مع الحركات الأدبية والثقافية في الدول العربية الأخرى وهذا التفاعل أثرى الأدب الأردني وأتاح للأدباء الأردنيين أن يكون لهم صوت وتأثير على الساحة الأدبية العربية.
وان الادباء والكتاب لعبوا دورًا اساسيا في توثيق مراحل الاستقلال والانجازات والتحديات التي واجهت الأردن في بداياته، وكذلك ساهم الاستقلال في حرية التعبير والراي عن تطلعات الشعب وآماله في بناء الدولة الحديثة.
باختصار، استقلال الأردن خلق بيئة أكثر ملاءمة لنمو وتطور الأدب والكتابة، حيث أصبح للأدب دورًا مهمًا في بناء الهوية الوطنية، بالتعبير عن الذات والمجتمع، وتوثيق تاريخ البلاد ومستقبلها.