ماذا لو رأيت ما بداخلي؟؟!!! بقلم دكتورة :إيناس المغاوري
المرفأ…إنَّ أسمى ما نملكه ويختلج النفس هي الروح المختبئة وراء ملامحنا، فقد اعتدنا كبشر رؤية ملامح بعضنا دون التركيز قليلاً ماذا يختبئ ورائها من ملامح أخرى؟ …وأغلب الوقت نتعامل مع الوجه الخارجي وتفاصيل الجسد دون اهتمام أو مبالاة لما وراء كواليس هذا الجسد؛فالأمر أقرب إلى مسرحية ناجحة، لا تتم فقط لمجرد أن الفنان المؤدي للدور فنان محبوب أو مؤدٍ موهوب، إنما الجهد الأكبر للمبدع المختبئ وراء الكواليس، يُعََدِل الصوت والإضاءة، ينتبه لخطوات وحركات المؤدي، يُذَّكره ببقية الحوار بكلمات مفتاحية، وهكذا تماماً الإنسان مسرح بجِسد فنان والروح ذلك المُبدع المختبئ وراء الكواليس والذي لا يأخذ من الجمهور حقهِ حتى بالتصفيق والتصفير ولا يُشكر على جُهِدهِ المُبذول
أغلب من حولنا لا يُدرك روحه وهذا يظهر بتصرفاته القاسية، وملامحه وتوتره الشديد من الحياة وقد يكون مريض وبحاجة للعلاج ولكن يرفض حقيقة أن هُناك خلل في نَفِسهِ ولا يستطيع أن يتعامل مع مشاكلهِ أو الأفراد من حَولهِ. أما رد الفعل الآخر هو الذي يُدرك روحه ويكتشفها ويستشعرها وأحياناً يتحدث إليها، ويقاتل بكل أسلحتهِ الرقيقة لحمايتها، فإن أغلب من يُدرك روحهُ يكون لين طيب النفس، يرتاح له من حولهِ وتتلافت له الأنظار والأرواح الداخلية للآخرين حتى الغير المُدركين، فإن الأرواح الداخلية الحبيسة تنجذب للأرواح الحُرة لتتعلم منها كيف تنال حريتها وتنتصر هي وصاحبها أيضاً وكأنها حرب ناعمة تدور على ساحات حياتنا، على شكل ظروف صعبة، أشخاص مخادعين وأحلام مكسورة ومشاعر قاسية والبطل نحن…نعم قد أكون باسمةً للحياة في عيون الغير وفي داخلي مدينة من الضجيج لا يسعفها وجدان، والكل في صمت أوجاعه يغرق،وأنا أطمح بالحياة أملاً،وأوراقي تتصبَّبُ عِطراً، وما بين السُّطورِ عِناقٌ طويلٌ بعنف التمسك بالحياة.