أثر التكنولوجيا على التحصيل الدراسي لدى الطلاب..بقلم الدكتورة/ صباح السراج

المرفأ…شهد العالم في العقود الأخيرة قفزة نوعية في مجال التكنولوجيا، أثرت بشكل جوهري على مختلف جوانب الحياة، ومنها العملية التعليمية. فقد أصبحت الأجهزة الذكية، والبرمجيات التعليمية، ومنصات التعلم الإلكتروني أدوات رئيسية في حياة الطالب اليومية، لكن يبقى سؤال: هل لهذا التأثير وجه إيجابي فقط، أم أن هناك جوانب سلبية أيضاً؟
اولاً: التأثيرات الإيجابية للتكنولوجيا على التحصيل الدراسي
• سهولة الوصول إلى المعلومات: بفضل الإنترنت، أصبح بإمكان الطلاب الوصول إلى مصادر علمية غير محدودة بضغطة زر، مما يسهم في توسع آفاقهم وتعمق فهمهم للمواد الدراسية.
• أساليب تعليمية تفاعلية: وفرت التكنولوجيا طرقاً تعليمية مثل المحاكاة والألعاب التعليمية، التي تعزز من مشاركة الطالب وتزيد من دافعيته للتعلم.
• التعليم الذاتي: أصبحت العديد من المنصات متاحة لتعلم مهارات جديدة في أي وقت، ما يمنح الطالب القدرة على التحكم بمسار تعلمه.
• مراعات الفروق الفردية: تسمح التكنولوجيا بتخصيص التعلم وفقاً لقدرات واحتياجات كل طالب، ما يزيد من كفاءة التحصيل الدراسي.
ثانياً: الآثار السلبية للتكنولوجيا على التحصيل الدراسي
▪ التشتت وقلة التركيز: قد يؤدي كثرة الأجهزة والإشعارات إلى تشتت انتباه الطالب، ما ينعكس سلبياً على قدرته على الفهم والاستيعاب.
▪ الاعتماد المفرط على التقنية: قد يفقد الطالب مهارات التفكير النقدي والتحليل إذا اعتمد كليًا على الإجابات الجاهزة.
▪ ضعف التفاعل الإنساني: مع زيادة التعلم عن بعد، قد يضعف التواصل بين الطالب والمعلم، ما يؤثر على الجانب الاجتماعي والدعم النفسي.
▪ الفجوة التكنولوجية: ليست كل المدارس أو الأسر قادرة على توفير التكنولوجيا الحديثة، ما يخلق فجوة بين الطلاب ويؤثر على مبدأ تكافؤ الفرص.
أبرز الاستراتيجيات التي أثبتت فعاليتها لاستخدام التكنولوجيا في التعليم بشكل فعال:
1) دمج التكنولوجيا في صميم العملية التعليمية: بدلاً من استخدامها بشكل عشوائي، يجب أن تكون التكنولوجيا جزءًا متكاملاً من الخطة الدراسية، تستخدم لتحقيق أهداف تعليمية محددة كتعزيز مهارة التحليل.
2) اختيار الأدوات المناسبة للمحتوى: ليست كل الأدوات مناسبة لكل مادة، على سبيل المثال، يمكن استخدام المحاكاة التفاعلية في الفيزياء، بينما تكون المدونات أو البودكاست مفيدة في اللغات والعلوم الاجتماعية.
3) تحفيز التعلم الذاتي: تشجيع الطلاب على استخدام المنصات الإلكترونية لتعلم المفاهيم بشكل مستقل، مما ينمّي مهارات البحث والتحليل والاستكشاف.
التكنولوجيا سلاح ذو حدين؛ فهي تملك القدرة على إحداث ثورة تعليمية إذا أُحسن استخدامها، لكنها قد تتحول إلى عائق إذا أُسيء التعامل معها، لذا من المهم بناء استراتيجيات تعليمية متوازنة، تستفيد من مزايا التكنولوجيا، وتعمل على تقليل آثارها السلبية، لضمان تحسين التحصيل الدراسي وتحقيق التعلم الفعّال.