الأردن وطن القانون والمؤسسات… والاعتداء على الصحفي الحباشنة يضع الجميع أمام اختبار العدالة بقلم _الدكتور النائب أيمن البدادوة

439

 

المرفأ…في بلدٍ نشأ على احترام الإنسان، وبُني على أسس العدل وسيادة القانون، تلقينا اليوم ببالغ القلق حادثة الاعتداء التي تعرّض لها الصحفي فارس الحباشنة، في ظروف صادمة ومؤسفة، انتهت بإدخاله إلى مستشفى ابن الهيثم لتلقي العلاج.

هذا الاعتداء، أيًّا كانت دوافعه وخلفياته، لا يمكن أن يُفهم إلا على أنه اعتداء على الدولة ذاتها، وعلى رسالتها الأخلاقية والدستورية التي تضع حرية الصحافة وكرامة الإنسان في صميم عقيدتها المؤسسية.

الأردن، الدولة التي لطالما صدّرت صورتها إلى العالم كواحة أمن واستقرار، وحاضنة لحرية التعبير في إطار القانون، لا يمكن أن تقبل بهذا المشهد العنيف، الذي يتطلب تحقيقا عاجلًا، نزيها، وشفافا، يضع الحقيقة أمام الرأي العام، ويُفضي إلى محاسبة من يقف خلف هذا الفعل الخارج عن كل الأعراف والقوانين.

إن الاعتداء على صحفي لا يُفهم بمعزل عن كونه اعتداءً على الضمير الوطني، وعلى سلطة الإعلام كسلطة رقابية وشريكة في حماية الوطن من التطرّف والتضليل والانزلاق نحو الفوضى.

بصفتي نائبا في مجلسس النواب، أؤكد أن هذا الحدث لا يمس فردا بعينه، بل يستدعي وقفة دولة بكامل مؤسساتها، لحماية القانون قبل الأفراد، وردع كل من تسوّل له نفسه استباحة هيبة الدولة تحت أي ذريعة.

لدينا ثقة كاملة بالأجهزة الأمنية والقضائية، بأن ما جرى لن يمر مرور الكرام، وأن الأردن سيبقى، كما كان دائمًا، دولة الحقّ والقانون، لا دولة الخوف أو الترويع.

ولن نسمح، كنخبة وطنية وشعب واعٍ، أن تُمسّ صورة الوطن أو يُستغل القانون لتبرير التعدي على الكلمة الحرة، أو إرهاب الأقلام المستقلة.

ختاما، من يمسّ صحفيا أردنيا، إنما يمسّ هيبة الدولة وهيبة كل مؤمن بحرية الرأي والكلمة، ولن نسمح بأن يكون العنف وسيلة لتكميم الصوت أو تغييب الحقيقة.

قد يعجبك ايضا