لماذا النساء عرضاً بالزهايمر أكثر من الرجال؟

613

المرفأ…يميل البعض إلى تفسير هذا التفاوت بين الجنسين في معدّل الإصابة بالزهايمر كنتيجة طبيعية لطول أعمار النساء، لكن الباحثين في هذا المرض يقولون إن هذا لا يُفسر الاختلاف الكبير، وهم غير متأكدين تماماً مما قد يُفسره.

وبينما توجد عوامل عديدة قد تكون مؤثرة، يُركز الباحثون على عاملين تتضح فيهما الاختلافات البيولوجية بين النساء والرجال: الكروموسومات، وانقطاع الطمث.

الكروموسومات

لدى النساء كروموسومان X، بينما لدى الرجال كروموسوم X وآخر Y. ويقول الباحثون إن الاختلافات بين الجينات الموجودة على كروموسومي X وY قد تزيد من احتمالية إصابة النساء بمرض الزهايمر.

من جانب آخر، يُعد انقطاع الطمث، عندما ينخفض إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون، فرقاً واضحاً آخر بين الجنسين.

وتُعرف هذه الهرمونات على نطاق واسع بدورها في الجهاز التناسلي، لكن الباحثين يقولون إن الإستروجين يؤثر أيضاً على الدماغ.

أمراض الأعصاب بين الجنسين

في المقابل، يُعدّ مرض باركنسون وأورام الدماغ والصرع أكثر شيوعاً لدى الرجال. في بعض الحالات – مثل الصداع النصفي لدى النساء وباركنسون لدى الرجال – تصاحب زيادة الشدة زيادة في معدل الإصابة.

وبحسب “مديكال إكسبريس”، قالت آنا بونكوف، الباحثة في علم الأعصاب في جامعة هارفارد: “من الناحية الطبية، نرى أنه بالنسبة لجميع الأمراض العصبية تقريباً، توجد اختلافات في عدد النساء والرجال المصابين”.

وتوضح: “هناك ميل، على سبيل المثال، في التصلب اللويحي والصداع النصفي لإصابة عدد أكبر من النساء، بينما يكون العكس صحيحاً بالنسبة لأورام الدماغ وباركنسون. بناءً على هذه الأرقام فقط، نشعر أن هناك سبباً بيولوجياً وراء هذه الاختلافات”.

الجينات

والوحدات البنائية الأساسية هي الجينات، التي تُرتب في البشر على 46 كروموسوماً، مُرتبة في 23 زوجاً. يحتوي أحد هذه الأزواج – XX لدى النساء وXY لدى الرجال – على الجينات التي تُحدد الخصائص الجنسية، وهي اختلافات تُمثل مجالات رئيسية للاستكشاف.

وتشير بونكوف إلى أن الكروموسومين X وY يختلفان اختلافاً كبيراً.

يتميز الكروموسوم X بغنى الجينات، بينما فقد الكروموسوم Y عدداً كبيراً منها على مر السنين.

ووجود كروموسومين X لا يعني أن النساء لديهن جرعة مضاعفة من البروتينات والمنتجات الجينية الأخرى التي تنتجها تلك الجينات، لأن أحد كروموسومات X يكون صامتاً.لكن بحسب بونكوف “هذا الصمت ليس كاملاً، إذ يترك بعض الجينات على الكروموسوم X الصامت نشطة. وقد أظهرت الدراسات أن الجينات الموجودة على الكروموسوم X مرتبطة بالجهاز المناعي ووظائف الدماغ ومرض الزهايمر”.

 

الهرمونات

 

هناك فرق رئيسي آخر بين الرجال والنساء يتعلق بالهرمونات. يمتلك جميع البشر 3 هرمونات جنسية: الإستروجين والبروجسترون والتستوستيرون. لدى النساء، يهيمن الإستروجين والبروجسترون، بينما يهيمن التستوستيرون لدى الرجال.

 

وعند النظر إلى التغيرات بين الرجال والنساء فيما يتعلق بالهرمونات والشيخوخة، يُلاحظ أن انقطاع الطمث يُعدّ رابطاً مهماً على مدار العمر.

 

انقطاع الطمث

 

وتوضح بونكوف: “انقطاع الطمث جزء من اللغز، وربما يكون أحد أكبر الألغاز”. لا أقول إنها الحالة الوحيدة – فالشيخوخة مهمة بحد ذاتها، لكن عادةً ما تمر النساء بسن اليأس من منتصف الأربعينيات إلى منتصف الخمسينيات.

 

وخلال تلك الفترة، تتوقف المبايض عن إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض المميزة لانقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة، والتغيرات العاطفية، وانقطاع الدورة الشهرية، وصعوبة النوم، وغيرها.

 

وقد بينت الأبحاث أن العلاج المبكر بالهرمونات البديلة يساهم في تقليل احتمالية الإصابة بالزهايمر لدى النساء.

قد يعجبك ايضا