ماجد الشوابكة يكتب ..مهرجان جرش : حين يتكلم التاريخ بلغة الإبداع

1٬281

 

مهرجان جرش: حين يتكلم التاريخ بلغة الإبداع

بقلم: ماجد الشوابكة

في مدينة جرش الأردنية، حيث تقف الأعمدة الرومانية شاهدة على حضارات تعاقبت، ينبض قلب الثقافة من جديد كل صيف، مُعلنًا انطلاق مهرجان جرش للثقافة والفنون، أحد أبرز المهرجانات العربية، بل وأهمها في المنطقة، الذي يُجسّد مزيجًا مدهشًا بين الماضي المجيد والحاضر المتجدد.

ومهرجان جرش ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو كرنفال ثقافي شامل يُعبّر عن روح الأردن الأصيلة، ويجسد رسالة فنية سامية تنطلق من قلب التاريخ، لتحمل رسالة سلام ومحبة من الأردن إلى العالم.
تنبض المسارح القديمة بالأغاني، وتتنفس الجدران صدى القصائد، حيث تتلاقى الثقافات واللغات، ليؤكد المهرجان أن الثقافة هي الجسر الأسمى بين الشعوب.

حيث انطلقت أولى دورات المهرجان عام 1981، بتوجيه من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ليكون منبرًا يُنعش الحركة الثقافية والسياحية، ويُحيي التراث الوطني.
ومنذ ذلك الحين، بات المهرجان موعدًا سنويًا ينتظره الأردنيون والعرب، لعروضه الغنية، وفعالياته التي تجمع بين الفن، الإبداع، والأصالة.

ومن بين آثار جرش العريقة، يُولد الفن.
تُقام الفعاليات على مسارح رومانية مثل المسرح الجنوبي الضخم، والمسرح الشمالي، وساحة الأعمدة، وغيرها. هذه الأماكن التاريخية تمنح العروض نكهة خاصة، حيث يلتقي فيها الضوء بالحجر، والصوت بالتاريخ، والفن بالحضارة.

وأيضا يولي مهرجان جرش اهتمامًا كبيرًا بالمواهب الشابة، حيث يُخصص لهم مساحات لعرض إبداعاتهم في الشعر، الموسيقى، الفنون البصرية وغيرها. وهي رسالة واضحة بأن الثقافة لا تُورّث فقط، بل تُصنع أيضًا بأيدي الشباب.

لا تقتصر أهمية مهرجان جرش على المجال الفني فقط، بل تتعداه إلى التنمية السياحية والاقتصادية. فآلاف الزوار من داخل الأردن وخارجه يرفدون المدينة سنويًا، مما يُنشط الحركة الاقتصادية، ويُسلّط الضوء على الأردن كوجهة سياحية ثقافية متميزة.

من خلال مهرجان جرش، يرسل الأردن للعالم صورة بلد محب للسلام، منفتح على العالم، يعتز بهويته، ويحتضن التعدد والتنوع بروح حضارية وإنسانية.

 

 

قد يعجبك ايضا