الذكاء الاصطناعي بئية خصبة للبحث العلمي بقلم :الدكتورة مريم وحيد
المرفأ…الجامعات في الوقت الحالي هناك تحول نوعي مع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي . يقدم الذكاء الاصطناعي فرصاً وتحديات . يمكن أن تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة لما يخدم المجتمع ويمكن من جانب آخر أن تشكل تعديات مثل التعديات على قيم الإبداع البشري والأصالة والملكية الفكرية على سبيل المثال .
وقدمت منظمة اليونسكو دليلاً في استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم في عام 2023 يستهدف تشجيع الدول على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة وتطوير القدرات البشرية للاستفادة بالشكل الأمثل من الذكاء الاصطناعي وتطويعه لخدمة الإنسانية .
من التحديات الأساسية حالياً في زيادة استخدام الطلاب تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل Chatgpt إلى أن أحيانا بعض الطلاب يقومون باستخدامه بشكل مكثف في أبحاثهم وهنا لا يقدمون الجديد بل يستخدمونه كأنه تحليلهم ورأيهم . هناك برامج كثيرة ساعدت الأساتذة أيضاً على كشف نسخ الأبحاث كما هي من على Chat Gpt مثل برنامج الكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث AI detector . ومن ناحية آخرى يمكن للطلاب استخدام الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال لتحسين أبحاثهم من خلال برامج تحسين اللغة .
والواضح أن برامج الذكاء الاصطناعي الحديثة في مجالات كثيرة ما زالت غير دقيقة . فيذكر لي أستاذ لغة عربية أن إجابات بعض الأسئلة في اللغة العربية غير صحيحة على Chat gpt على سبيل المثال .
وفيما يتعلق بكليات الذكاء الاصطناعي ، فقد بدأ أن يتخرج منها دفعات ووجدوا وظائف إما كهمندسين كمبيوتر وبرمجيات في مصانع أو شركات حتى ولو لم يجدوا وظائف في مجال الذكاء الاصطناعي مباشرةً لكنهم يأملون أن يحدثوا الشركات والمصانع نحو تبني الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال من خلال بناء نماذج تحسن من جودة الإنتاج وتحسن كفاءة الإنتاج داخل المصانع على سبيل المثال .
الذكاء الاصطناعي تخصص عميق حيث توفر هذه الكليات برامج أكاديمية متخصصة ومتعمقة في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، مما يسمح للطلاب باكتساب معرفة شاملة ومهارات متقدمة. وتعد كليات الذكاء الاصطناعي بيئة خصبة للبحث العلمي، حيث يمكن للباحثين والأساتذ إجراء أبحاث رائدة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي التفسيري، الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي، وتطوير خوارزميات جديدة. تساهم هذه الأبحاث في دفع حدود المعرفة وتوليد حلول مبتكرة. غالبًا ما تقيم هذه الكليات شراكات قوية مع الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص، مما يوفر للطلاب فرصًا للتدريب العملي والمشاركة في مشاريع واقعية. كما تساهم هذه الشراكات في توجيه الأبحاث لتلبية احتياجات الصناعة.
وتساهم هذه الكليات دفعات من المتخصصين المؤهلين تأهيلًا عاليًا في الذكاء الاصطناعي، والذين يشكلون الركيزة الأساسية لتطوير الاقتصاد القائم على المعرفة.
ويساهم الذكاء الاصطناعي في بناء مجتمع المعرفة: من خلال إنتاج المعرفة ونقلها، تساهم في بناء مجتمع واعٍ بأهمية هذه التقنيات وقادر على الاستفادة منها بشكل فعال. والاستثمار في دمج برامج الذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية وإنشاء كليات متخصصة في هذا المجال ليس مجرد خيار، بل هو استراتيجية حتمية لضمان تأهيل الأجيال القادمة لمواجهة تحديات سوق العمل المتغيرة والمساهمة بفاعلية في بناء مستقبل قائم على الابتكار والتقدم التكنولوجي.
أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة القاهرة وجامعة الجلالة