أزمة ثقة في زمن افتراضي: السوشيال ميديا وتآكل العلاقات الزوجية بقلم الدكتورة:ايمان فوزي

1٬035

 

المرفأ…في ظل تسارع وتيرة التكنولوجيا وتغلغل وسائل التواصل الاجتماعي في تفاصيل الحياة اليومية، بات من الملحوظ ارتفاع نسب الخيانة الزوجية، وتنامي الشكوك وانهيار الثقة بين الأزواج. لم تَعُد الخيانة مقترنة فقط بالمكان والزمان، بل أصبحت افتراضية، تبدأ برسالة عابرة، أو تفاعل رقمي يبدو بريئاً، لينتهي أحيانًا بكسر عميق في قلب العلاقة.

لقد سهلت الهواتف الذكية وتطبيقات التواصل اكتشاف الخيانة، على عكس الماضي، حين كانت الأسرار تُخبأ بعيدًا عن الأنظار. فأصبح من السهل على أحد الزوجين تصفح هاتف الآخر، واكتشاف تواصله الخفي مع طرف ثالث، مما أدى إلى تفكك العديد من الأسر، سواء بطلاق معلن، أو بطلاق صامت حيث يعيش الشريكان تحت سقف واحد دون مشاعر، من أجل الأبناء فقط.

ومع ذلك، فإن الأزمة لا تكمن فقط في التكنولوجيا، بل في طريقة استخدامها. فوسائل التواصل ليست شرًّا في ذاتها، لكنها تحولت إلى وسيلة للهروب، والتعبير عن رغبات مكبوتة، أو سد فجوة عاطفية داخل العلاقة. وكثيرًا ما تكون هذه الفجوة نتيجة انشغال أو فتور أو غياب الحوار بين الزوجين.

ولعل من الواجب أن نقف هنا لنسأل: هل يمكن إيجاد حل لهذه الإشكالية الديناميكية؟ ربما يكون الحل في تعزيز الوعي المجتمعي، وتعليم الأفراد استخدام السوشيال ميديا بقدر من المسؤولية والنضج. فمع مرور الوقت، قد يعتاد الناس على وجود هذا العالم المفتوح، ويتعلمون كيفية التوازن بين الخصوصية والاحترام المتبادل. تمامًا كما يتعلم الطفل عبور الشارع بأمان بعد مرات من التوجيه والخطأ.

إننا بحاجة إلى بناء ثقافة رقمية أخلاقية، تُرسّخ قيم الصدق، والاحترام، والوضوح في العلاقات. فبقدر ما فتحت السوشيال ميديا نوافذ للانفتاح، فتحت كذلك أبوابًا للخيبة، والانكسار، ما لم نحسن استخدامها بوعي ومسؤولية.الاستاذ بكليه الاداب جامعه المنصورة

قد يعجبك ايضا