الدين المعاملة بقلم : الدكتورة منار عويضة

690

 المرفأ…يُعدّ الدين أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها حياة الإنسان، وهو ليس مجرد طقوس وشعائر تُؤدى، بل هو منهج حياة متكامل يشمل الأخلاق، والسلوك، والتعامل مع الآخرين. ومن أبرز المفاهيم التي يؤكد عليها الإسلام، والتي لخصها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عبارة موجزة وعميقة، قوله: “الدين المعاملة”.

معنى “الدين المعاملة”
المقصود بهذه العبارة أن جوهر الدين الإسلامي يتمثل في حسن الخُلق والتعامل الطيب مع الناس. فليس الهدف من العبادة فقط هو التقرب إلى الله، بل يجب أن تنعكس هذه العبادات على سلوك الإنسان، فيكون صادقًا، أمينًا، رحيماً، متسامحاً، وعادلاً.

أهمية المعاملة في الإسلام
جاءت النصوص القرآنية والحديثية الكثيرة التي تدعو إلى حسن المعاملة، منها قول الله تعالى:

“وقولوا للناس حسناً” (البقرة: 83)،
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً”.
فالمعاملات تشكل الصورة الحقيقية التي يظهر بها الإنسان المتدين، سواء أكان ذلك في تعامله مع أسرته، جيرانه، أصدقائه، أو حتى مع من يختلف معهم في الرأي أو الدين.

أمثلة على المعاملة في الإسلام
الصدق: من أبرز صفات المسلم، وقد قال النبي: “عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة.”
الأمانة: وهي علامة الإيمان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “لا إيمان لمن لا أمانة له.”
الرحمة: حيث قال النبي: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.”
العدل: حتى مع الأعداء، قال تعالى:
“ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى” (المائدة:
خاتمة
الدين لا يُقاس بعدد الركعات أو الصيام فقط، بل يظهر أثره الحقيقي في سلوك الإنسان وأخلاقه. فـ”الدين المعاملة” تعبير جامع لحقيقة الإسلام، الذي يدعو إلى بناء مجتمع متماسك، تسوده المحبة والعدل والتعاون. لذا، على كل مسلم أن يتذكر أن تمثيل الدين يبدأ من تصرفاته اليومية وكلماته وسلوكه مع الآخرين.

مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر فرع القليوبية

 

قد يعجبك ايضا