“جرش يُسدل الستار… وقلوبنا لا تزال على المسرح”بقلم ماجد الشوابكة
المرفأ….في جرش، حيث تعانق الحجارة القديمة أصوات الفن والفرح، أُسدل الستار على الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان جرش للثقافة والفنون. انتهت الليالي المضيئة، لكن أثرها لا يزول، فقد كانت أيامًا من الإبداع، امتلأت بالأنغام، والقصائد، والضحكات التي رنّت بين الأعمدة الخالدة، لتقول إن الأردن لا يزال قلبًا نابضًا بالحياة والفن.
مشهد الختام لم يكن وداعًا، بل كان وعدًا بلقاء جديد. خلف هذا النجاح الكبير، هناك قلوب عملت بصمت ووجوه تعبت دون أن تظهر أمام الأضواء. الإدارة التي خططت بدقة، والموظفون الذين سهروا الليالي، والإعلاميون الذين نقلوا الحكاية حرفًا بصورة، والعاملون خلف الكواليس الذين جعلوا من كل لحظة تجربة لا تُنسى، كل أولئك كانوا أبطالًا حقيقيين.
وفي الخلف، كان هناك دائمًا من يسهر على الأمن، ويحرص على سلامة الجميع… رجال الأمن العام الذين رسموا بأدوارهم صورة من النظام والطمأنينة، فكانوا جزءًا من هذا النبض الجرشّي الذي لا يخفت.
المهرجان انتهى، لكن صداه باقٍ، محفور في ذاكرة كل من حضر، وكل من صنع، وكل من آمن أن الثقافة تجمعنا، والفن يقرّب المسافات بين القلوب.
إلى اللقاء يا جرش… فكل دورةٍ لكِ حكاية، وكل ختامٍ بداية جديدة.