الأردن… ثابت على المبدأ ويدفع ثمن الوفاء لفلسطين..ماجد الشوابكة
المرفأ….لن يغيّر الأردن بوصلته، ولن يحيد عن دربه، فالقضية الفلسطينية بالنسبة له ليست ملفًا سياسيًا عابرًا، بل عهد وواجب والتزام تاريخي وأخلاقي، دفع ثمنه عبر عقود من المواقف الصريحة والتضحيات المتواصلة.
في وقتٍ تتكاثر فيه سهام الاتهام وتشتد الحملات الممنهجة، يقف الأردن بصلابة في وجه محاولات التشويه والتشكيك. هذه الهجمات، مهما تعددت مصادرها، لا تخدم سوى المحتل وأجنداته، ولا تغيّر حقيقة أن الأردن كان وما زال خط الدفاع الأول عن الحق الفلسطيني، وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
الأردنيون، قيادةً وشعبًا، اختاروا أن يكونوا في الصف الأمامي من المعركة، يتحملون الضغط السياسي والإعلامي والابتزاز الممنهج، لكنهم لم يتراجعوا. الطائرات الأردنية ما زالت تحط في سماء غزة محمّلة بالمساعدات، والجهود الدبلوماسية الأردنية تواصل حشد المواقف الرافضة للحصار والعدوان، في مواجهة آلة القتل والتجويع.
ما يجري ليس خلافًا سياسيًا عابرًا، بل هو استهداف منظم لدور الأردن العربي والإسلامي، ومحاولة لإضعاف صوته في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. الأسوأ أن بعض هذه الحملات تأتي من أطراف تدّعي الانتماء لفلسطين، لكنها تتغافل عن عقود من الدعم الأردني المادي والمعنوي والسياسي، وتكيل الاتهامات في لحظة يحتاج فيها الموقف إلى وحدة الصف لا الانقسام.
الأردن يعرف أن ثمن الدفاع عن فلسطين باهظ، لكنه ثمن يدفعه عن قناعة وإيمان، لأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع، ولأن الحق لا يسقط بالتقادم.
ستظل فلسطين حاضرة في قلب كل أردني، وستبقى البوصلة ثابتة مهما اشتدت العواصف، ومهما حاولت سهام الغدر أن تصيب إرادة هذا البلد الذي تعلّم منذ تأسيسه أن الوفاء لا يُقاس بالمكاسب، بل بالصمود أمام الضغوط، حتى يتحقق النصر وتعود الحقوق إلى أصحابها.