من رصاصة الثورة العربية الكبرى إلى رصاصة ولي العهد في إربد: الأردن يجدد مسيرة النهضة وتمكين الشباب

1٬501

 

 

المرفأ…منذ أن دوّى صدى الرصاصة الأولى للثورة العربية الكبرى قبل أكثر من مئة عام، معلنًا انطلاق مشروع النهضة العربية بقيادة الهاشميين، ظلّت هذه الرصاصة رمزًا لبداية عهد جديد؛ عهد التحرر والإرادة والسيادة. واليوم، يعيد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إطلاق الرصاصة الأولى من محافظة إربد، في مشهد يختزل امتداد التاريخ ويجسّد تواصل الرسالة: بناء جيل جديد قوي، منضبط، ومؤمن بقدرته على الدفاع عن الوطن والأمة.

إنها ليست مجرد رصاصة في ميدان عسكري، بل رمزية وطنية تربط الماضي بالحاضر، وتؤكد أن الأردن مستمر في معركة النهضة، ولكن بأدوات تناسب العصر؛ عبر تمكين الشباب، وبناء قدراتهم، وصقل سلوكهم بالانضباطية العسكرية، وزرع الانتماء في وجدانهم.

لقد كان للثورة العربية الكبرى هدفٌ أسمى: استعادة الهوية والقرار العربي الحر. واليوم، يسعى برنامج خدمة العلم إلى هدف لا يقل سموًا: تشكيل جيلٍ واعٍ، مؤمن بقيمه، مدرك لدوره، ومسلّح بالانضباط والمعرفة. فجندي الأمس حمل البندقية لتحرير الأرض، أما جندي اليوم فيحمل مع البندقية وعيًا ومعرفة، ليحرر الإرادة من كل ما يعيق النهضة.

اختيار إربد لإطلاق الرصاصة الأولى، من شمال الأردن الذي احتضن عبر التاريخ ملاحم البطولة، جاء رسالة بأن الهاشميين منذ الثورة وحتى اليوم، يبدؤون خطوات التغيير من الميدان، ويمنحون الشباب الثقة ليكونوا طليعة الأمة وحصنها المتين.

إن الرصاصة الأولى التي أطلقها ولي العهد لم تكن مجرد بداية تدريب عسكري، بل بداية مرحلة جديدة من الثورة على التردد والكسل وضعف الانتماء، وبداية استعادة الشباب لدورهم الطبيعي كقوة فاعلة في حماية الوطن وصناعة المستقبل.

وبين رصاصة الشريف الحسين عام 1916 ورصاصة الأمير الحسين عام 2025، يمتد خطٌ واحد: خط النهضة، وبناء الأمة، والإيمان بأن الشباب هم سر البقاء والتجدد.

المهندس رزق البلاونه
الأمين العام الأسبق لحزب الشعلة الاردني

قد يعجبك ايضا