يوم في حياة امرأة عادية جداً! بقلم أماني فوزي مكاوي

700

 

المرفأ….الساعة السادسة صباحاً قامت من سريرها تنفض النوم عن جفونها وأسرعت تعد الإفطار و الشطائر لكل من بالبيت، وألزمت نفسها بإعداد شطيرة لها أيضاً طوال الأسبوع تحس بدوار في وسط اليوم لأنها لاتجد وقتاً لتفطر. بسرعة أيقظت زوجها وأولادها وأخرجت لهم ثيابهم، الحمد لله أصبحوا قادرين على ارتداء ملابسهم بأنفسهم، ببعض من المتابعة منها. نقعت الأرز لكي توفر بضع دقائق من وقت طهيه حين عودتها، الدجاج بالبطاطس معد من أمس يحتاج بضع دقائق لاستكمال النضج بالفرن واكتساب اللون المشهي. أكدت على أولادها للمرة الثانية ألا ينسوا وضع الشطائر في حقائبهم، أعطت الفيتامين للبنت ودواء الحساسية للولد ووضعت أكواب الكاكو الساخن أمامهم تحتال عليهم ليشربوا اللبن بكل الطرق. قدمت لزوجها الشاي و القميص الذي قامت بكيه الآن والذي من أجله قلب خزانة قمصانه رأساً على عقب، تلك التي قضت ساعة منذ يومين ترتبها له، وذلك لأن ما قامت بكيهم أمس لم يناسبوا البنطلون الفحلقي الذي قرر أن يلبسه الآن! أدارت الغسالة بسرعه ورتبت الأسرة على عجل ولملمت مكان الإفطار تاركة الأطباق والأكواب بالحوض لحين عودتها, وقالت له تذكر ان تتسلم نظارة البنت وأنت عائد للمنزل. قال لها احضريها أنت أنا مشغول…
اصطحبت الأولاد معها أوصلتهم للمدرسة وقابلت مُدرسة الولد لتنبهها أنه خجول ويحتاج بعض التشجيع وطلبت من مُدرسة البنت تنقلها لمقعد في المقدمة.. وجرت تلحق بالميكروباص تخشي التأخر عن عملها، الرجل الجالس إلى جوارها يتحرش بها رغم أنها جعلت حقيبة يدها بينها وبينه
وتذكرت نصيحة زميلتها المنتقبة في الجامعه” شيلي معاك دبوس أو إبره كبيره اللي يقرب لك اغرزيها فيه” المرة القادمة” همست لنفسها، وصلت عملها متأخرة ٥ دقائق واعتذرت للمديرة ..
وفي آخر اليوم في طريق عودتها أحضرت الأولاد من المدرسة وتسلمت نظارة الولد واشترت الخضار والفاكهة والمنظفات وكراريس للأولاد ودبابيس طويلة للتحرش وشرابات لزوجها!
وصلت البيت كأنها في سباق مع الزمن، مجرد ما اطمئنت أن الأولاد اغتسلوا وبدلوا ثيابهم، وضعت الأرز على الموقد وصينية البطاطس بالفرن، ونشرت الغسيل وغسلت أكواب وأطباق الإفطار، وعملت سلطة وجيلي وضعته بالتلاجه وبين الفينة والأخرى تسأل الأولاد عن يومهم في المدرسه وتستفهم عما لديهم من واجبات مدرسية.
أعدت لهم طبق فاكهة يأكلوه حتى يصل والدهم، وراجعت درجاتهم وعلقت على كراساتهم وسمعت حكاياتهم وفتحت لهم التلفزيون ليشاهدوا الكرتون المفضل عندهم ..
عتدما أحست بوصول زوجها همست للأولاد هيا أسرعوا سلموا على بابا ..وقامت سلمت عليه دخل الغرفة ليبدل ثيابه حاولت تسأله أو تحكي عما عملاه اليوم هز رأسه بتململ ربما مرهق من من العمل..
أعدت المائدة وسألته عن رأيه هز رأسه أن جيد، قليل الكلام وإن تكلمت لا يعلق ولو ضاحكت الأولاد يظل محدق في طبقه لأنه تعب من الشغل ..
وأحضرت له الشاي لازال لا يرغب في الكلام، قامت هي رفعت المائدة وغسلت الأطباق, وقعدت مع الأولاد بينما يعملون الواجب المدرسي، نام ساعتين لأنه تعبان من الشغل. في تلك الأثناء أعدت طعام الغد نصف طهي وتركته يبرد.. وقدمت له جيلي وقعدت معاه يشاهد على التلفزيون وقامت أكثر من مرة تتابع الأولاد وما عملوه في الواجب ثم قعدت تذاكر لهم، وهو قعد يتفرج على الماتش وطلب منها مرة شاي ومرة قهوة ومرتين ميه ومرة فاكهة.. وبعدين قام ارتدى ملابسه وخرج قالت له ألن تشرح للولد القسمة المطولة؟ قال فيما بعد! أستطردت خذ معاك كيس القمامة و لا تنس أن تحضر عيش ولبن، نظر لها بضيق وقال لها أليس لديك غير طلبات! أنا أريد أن أرتاح قليلاً!.. ونزل.. معذور تعبان من العمل!
قعد مع أصحابه بالمقهى وحين عاد كانت قد حممت الأولاد بعد ما أنهت معهم المذاكرة وتناولوا الأدوية والعشاء وحكت لهم قصة قبل النوم وتركتهم بفرُشِهم بعد أن دثرتهم جيداً. ورتبت مكان لعبهم ومذاكرتهم وجمعت الغسيل الذي جف وقامت بكي ملابس المدرسة وقميصه ونظفت الحمام بالديتول وأخذت حمام ودلفت إلى فراشها وهي تشعر أن كل شيء حولها يدور بها وهي تتهاوى..
شعرت بعودته قالت له: هل تذكرت الخبز واللبن؟ قال لها: مالك نكدية كده؟! يعني بعد شقاء اليوم كله تقابلينني بهذه الطريقة!!
حكاية كل يوم؛ زوج شقيان بطبعه وزوجة مرتاحة بطبعها!!

قد يعجبك ايضا