أطفالنا في خطر: التغذية بين السمنة والسكري بقلم: د. أسماء نوار
المرفأ…أطفالنا في خطر: التغذية بين السمنة والسكري
بقلم: د. أسماء نوار – أخصائي التغذية العلاجية
في زحمة الحياة اليومية، قد لا ينتبه الأهل إلى خطورة ما يأكله أطفالهم. وجبة سريعة هنا، مشروب غازي هناك، وقطعة حلوى كمكافأة. ما يبدو بسيطًا، قد يتحوّل بمرور الوقت إلى مشاكل صحية معقدة، أبرزها السمنة والسكري من النوع الثاني.
لكن، هل نعرف الأخطاء التي نقع فيها يوميًا دون أن ندري؟ وكيف يمكننا حماية أطفالنا من أمراض الكبار التي تتسلل إلى أجسامهم الصغيرة؟
أخطاء شائعة في تغذية الأطفال
في العيادة، أرى تكرارًا لنمط تغذوي خطير يتكرر بين الأطفال:
الإفراط في تناول السكريات: الحلويات، العصائر المعلبة، وحتى “الزبادي الملوّن” الموجه للأطفال… كلها مليئة بسكر مضاف يفوق احتياج الطفل.
الاعتماد على الأطعمة المصنّعة: مثل النقانق، الشيبسي، والمعجنات الجاهزة التي تفتقر للقيمة الغذائية وتزيد من نسب الدهون والملح.
إهمال وجبة الفطور: كثير من الأطفال يذهبون إلى المدرسة بدون تناول فطور متوازن، ما يؤثر على تركيزهم ومزاجهم.
استخدام الطعام كمكافأة أو عقاب: ربط الأكل بالمشاعر يخلق علاقة غير صحية مع الطعام تستمر حتى البلوغ.
السمنة عند الأطفال: ليست مجرد وزن زائد
السمنة لا تعني الشكل فقط، بل تشير إلى خلل داخلي في التوازن الغذائي والحركي.
وتكمن خطورتها في:
زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول
مشاكل في العظام والمفاصل
أثر نفسي كبير: ضعف الثقة بالنفس والتنمر
ارتفاع احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني في سن مبكرة
السمنة ليست خطأ الطفل، بل نتيجة تربية غذائية غير واعية.
داء السكري من النوع الثاني… وصل إلى الطفولة
كان يُعتقد سابقًا أن السكري من النوع الثاني يصيب الكبار فقط. لكن الآن، نرى أطفالًا يتم تشخيصهم في سن العاشرة أو أقل، بسبب:
البدانة المزمنة
قلة الحركة
نمط غذائي عالي السكريات
وجود تاريخ عائلي للسكري
علامات مبكرة يجب الانتباه لها: العطش الشديد، كثرة التبول، التعب المستمر، ومشاكل في الرؤية.
كيف نحمي أطفالنا؟
الوقاية تبدأ من البيت، وبتعديلات بسيطة لكنها فعّالة:
تنظيم مواعيد الوجبات: 3 وجبات رئيسية و2 خفيفتين، في أوقات ثابتة تقريبًا.
تقديم بدائل صحية: فواكه طازجة بدلًا من الحلوى، لبن طبيعي بدلًا من المعلّب.
تثقيف الطفل غذائيًا: عرّف طفلك على فوائد الطعام، ودعه يشارك في تحضير الوجبات.
تشجيع النشاط البدني: حتى لو نصف ساعة مشي يوميًا، فرق كبير.
إعطاء القدوة: لا يمكن لطفل أن يأكل خضارًا وأنت تأكل وجبات سريعة يوميًا.
🗣️ كلمة أخيرة
أطفالنا لا يختارون طعامهم، نحن من نختار لهم.
وإذا لم نغيّر عاداتنا اليوم، سندفع الثمن غدًا على شكل أمراض، أدوية، وزيارات مستمرة للعيادات.
التغذية السليمة ليست رفاهية، بل أبسط شكل من أشكال الحب والرعاية.
د. أسماء نوار
أخصائي التغذية العلاجية