دبلوماسية جلالة الملك أعادت الروح لفلسطين ..بقلم المهندس رزق البلاونه
المرفأ…لم تكن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى الولايات المتحدة حدثاً بروتوكولياً عادياً، بل شكلت منعطفاً حاسماً في إعادة وضع القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العالمي. لقد أعادت الدبلوماسية الأردنية، بقيادة جلالته، الروح لفلسطين في زمن تكاد فيه أن تغيب عن بعض أولويات المجتمع الدولي.
تشكل هذه الزيارة محطة بارزة في مسيرة الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك بثبات وحكمة. فقد حملت أبعاداً استراتيجية مهمة، ليس فقط على صعيد تعزيز العلاقات الأردنية – الأميركية، وإنما أيضاً في إطار الدور التاريخي للأردن في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والضغط من أجل الاعتراف الدولي بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
على مدار لقاءاته مع القيادات الأميركية وأعضاء الكونغرس ومراكز صنع القرار، حرص جلالته على إيصال رسالة واضحة مفادها أن استقرار الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقد جاء هذا الموقف منسجماً مع الثوابت الأردنية التي لم تتزحزح منذ عقود، ومع التزام المملكة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
انعكست الجهود الملكية في واشنطن على حراك دولي متنامٍ، إذ باتت العديد من الدول أكثر استعداداً للاعتراف بالدولة الفلسطينية، استناداً إلى ما يطرحه جلالة الملك من رؤى تقوم على العدالة والشرعية الدولية، بعيداً عن الحلول الجزئية أو المؤقتة. لقد ساهمت الدبلوماسية الهادئة والفاعلة لجلالته في إقناع الأطراف الدولية بضرورة التحرك الجاد، لتفادي تفاقم الأزمات، ولإرساء أسس سلام عادل ودائم.
كما أكد جلالته، خلال هذه الزيارة، أن الأردن سيظل الصوت الأكثر وضوحاً في الدفاع عن فلسطين في المحافل العالمية، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة ملحّة لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
إن إنجازات جلالة الملك في الولايات المتحدة تعكس صورة الأردن كدولة محورية في المنطقة، قادرة على صياغة المواقف والتأثير في القرارات الدولية، كما تجسد مكانة جلالته كقائد عالمي يضع القضية الفلسطينية في صدارة أولوياته، ويمضي بثقة نحو ترسيخ الاعتراف الدولي بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.
لقد أثبتت هذه الزيارة أن دبلوماسية جلالة الملك لم تكن مجرد خطاب سياسي، بل روح متجددة لفلسطين أعادت قضيتها إلى قلب العالم.
الأمين العام السابق لحزب الشعلة الأردني