الجمعية الشرعية بفزارة : نموذج تنموي متكامل في خدمة المجتمع”…بقلم إبراهيم عمران
المرفأ…في قلب صعيد مصر، وتحديدًا بقرية فزارة التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج، تبرز الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية – فرع فزارة (المشهرة برقم 550 لسنة 2001) كنموذج حي ومتكامل للعمل الأهلي الجاد والخدمي، والذي يلامس احتياجات المواطنين في مختلف نواحي الحياة، تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، وبمراقبة الجهاز المركزي للمحاسبات.
تغطي الجمعية نطاقًا واسعًا يمتد إلى لجان وفروع مركزي المراغة وجهينة، بإجمالي 39 لجنة وفرعًا، تُشرف عليها إدارة نشطة يرأسها الأستاذ محمد محمد علي فرج، ويعاونه كل من كمال خليفة محمد كنائب للرئيس، وعصام محمد محمد كأمين صندوق، إلى جانب عدد من الأعضاء النشطين في مجلس الإدارة.
خدمات إنسانية شاملة
تقدم الجمعية مجموعة من المشروعات الخدمية ذات الطابع التنموي والإنساني، من أبرزها:
مخبز بلدي يوزع الخبز بالمجان يوميًا على أسر الأيتام والفقراء.
مستوصف طبي يقدم خدمات علاجية بأسعار رمزية، بإشراف من وزارة الصحة.
دور حضانة تعمل على توفير بيئة تربوية آمنة لأطفال المنطقة.
مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم تنتشر في فزارة والقرى التابعة لها، وتحتل المراكز الأولى على مستوى محافظة سوهاج من حيث التفوق في حفظ القرآن.
رعاية شاملة للأيتام والمحتاجين
تتكفل الجمعية برعاية 1480 أسرة من أسر الأيتام، بينهم 3292 طفلًا يتيمًا، تقدم لهم دعمًا شهريًا وخدمات متنوعة، إلى جانب مساعدات خاصة في المناسبات، مثل الأعياد وبداية العام الدراسي. كما ترعى الجمعية مشاريع أخرى مثل:
دعم الطلاب الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة.
تيسير الزواج للفتيات اليتيمات والفقراء.
تنفيذ مشروعات مياه الشرب من خلال إنشاء محطات تنقية وتوصيل المياه للأسر المحتاجة.
محو الأمية وتعليم الكبار.
رعاية أسر المرضى والمسجونين، وتقديم المساعدات لهم من علاج ودعم مادي.
خدمات مجتمعية مميزة
من أبرز ما يميز الجمعية امتلاكها سيارتين لتكريم الموتى تعملان بالمجان، وتخدمان كافة أبناء المنطقة دون تمييز. كما تقوم الجمعية بتوزيع الشنط الغذائية للأسر الأولى بالرعاية بصورة دورية، إلى جانب مشاركتها في إعمار المساجد، وبناء الأسقف للمنازل المتهالكة.
منظومة قانونية وتنظيمية محكمة
تخضع الجمعية لكافة الأطر القانونية المنظمة لعمل المجتمع المدني في مصر، حيث تتم متابعة مشروعاتها من الجهات المختصة:
مكاتب تحفيظ القرآن الكريم بإشراف وزارة الأوقاف.
المساجد تحت رقابة الجهات الدينية المختصة.
المستوصف الطبي بإشراف وزارة الصحة.
كافة أنشطتها تخضع لإشراف وزارة التضامن الاجتماعي، ورقابة الجهاز المركزي للمحاسبات.
كلمة أخيرة
تمثل الجمعية الشرعية بفزارة مثالًا حيًا على أن العمل الأهلي المنظم، إذا ما اقترن بالرؤية المجتمعية والتنسيق المؤسسي، قادر على إحداث فرق حقيقي في حياة الناس، خاصة في المناطق التي تحتاج إلى دعم تنموي وخدمي مستدام.
وفي ظل تصاعد أهمية دور منظمات المجتمع المدني في دعم جهود الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية، تظل مثل هذه النماذج محل تقدير ومتابعة، لا لكونها تقدم خدمات فحسب، بل لأنها تسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا.