النرويج” بلد السياحة الطبيعية وأطول الأنفاق..بقلم محمود النشيط
المرفأ….النرويج مملكة البحيرات والشلالات كما يطلق عليها البعض كانت ختام رحلتي إلى الدول الاسكندنافية، وكانت الأبرز بين أحضان شمال أوروبا وبعد كل ما شاهدته هناك من معالم سياحية لا سيما الطبيعية منها وجدت في هذا البلد ذو السياحة الطبيعية البكر والبنية التحتية المتطورة العديد من المعالم البارزة التي لم أرها في زيارتي السابقة لهذا البلد الذي تبلغ مساحته 385.207 كيلومتر مربع، وتشكل الطبيعة الخضراء بما نسبته 70 – 80% تقريباً من مساحة اليابسة كلها.
يمتلك هذا البلد بنية تحتية متطورة تعد الأبرز تطوراً وتميزاً بسبب التحديات الطبيعية الكبرى التي تستوجب حلولاً هندسية مبتكرة متمثلة في شبكة النقل البري والأنفاق حيث إن هذا البلد يمتلك أطول الأنفاق في العالم وهو نفق “ليردال” والذي يبلغ طوله أكثر من 24 كيلو متر وهو يربط بين مدينة بيرغن والعاصمة أوسلو، ويعد تحفة معمارية حيث تم تصميمه بالإضاءة والإستراحات الداخلية بالإضافة إلى بعض الأنفاق تحت سطح البحر وقدسيفتتح أطولها قريباً بطول أكثر من 26 كيلو متر.
المعالم السياحية متوزعة تقريباً في جميع أرجاء البلاد وتلبي جميع الأذواق مثل المغامرات لتسلق الجبال أو التزلج على الجليد في الشتاء وسط الطبيعة أو مشاهدة الشفق القطبي أو الجولات الاستكشافية عبر رحلات السفن البحرية التي تمر عبر المضايق البحرية في الساحل الغربي وغيرها الكثير، تعد وجهات مميزة تستقطب زوارها من مختلف دول العالم وتساهم مساهمة كبيرة في دعم الاقتصاد الوطني من عائداتها بنسبة 3-4% في الناتج المحلي حيث سجلت الإحصائيات أن عدد الزوار في عام 2024 بلغ حوالي 6.2 مليون زائر.
تعتبر الحياة المعيشية في النرويج بجانب الأمان والتطور العمراني والتقدم العلمي ذات رفاهية عالية الجودة وتتطلب ميزانية عالية نظراً لتكاليف المعيشة المرتفعة إلا أنها وجهة سياحية متكاملة بين الجمال الطبيعي والابتكار البشري في بلد يضع الزائر أمام مشاهد آسرة من البحيرات والشلالات مروراً بالمضايق وصولاً إلى الأنفاق العديدة التي اختصرت المسافات عبر وسط الجبال الشاهقة التي تبرز براعة الإنسان في مواجهة الطبيعة دون الإضرار بها.
إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي