الاختلاف بين الأجيال من صراع صامت إلى جسر يربط الماضي بالحاضر د.هبة المالكي
المرفأ…من الظواهر الاجتماعية البارزة في عصرنا الحديث الفروق الواضحة بين جيل الآباء وجيل الأبناء في الأفكار والسلوكيات وطرق التعبير. في بيئة يغلب عليها الطابع التقليدي، حيث الالتزام بالقيم المجتمعية الصارمة، والاعتماد على المشافهة والخبرة العملية في اكتساب المعارف. أما جيل الأبناء فقد وُلد في ظل ثورة معلوماتية وتكنولوجية غير مسبوقة، جعلته أكثر سرعة في تلقي المعلومة وأكثر جرأة في طرح الأسئلة والتعبير عن الرأي.
هذا الاختلاف الطبيعي أوجد أحيانًا حالة من سوء الفهم بين الجيلين؛ فالآباء ينظرون إلى الأبناء بوصفهم متسرعين أو متمردين، بينما يرى الأبناء أن آباءهم شديدو التمسك بالعادات والتقاليد. غير أن الحقيقة تقتضي الإقرار بأن لكل جيل مميزاته؛ فالآباء يمتلكون خبرة السنين وحكمة التجربة، بينما يتميز الأبناء بالانفتاح والطموح والقدرة على التعامل مع المتغيرات.
ولكي تُردم هذه الفجوة، يصبح الحوار الهادئ المبني على الاحترام المتبادل ضرورة ملحة. فعلى الآباء أن يمنحوا أبناءهم مساحة للتعبير والتجربة، وعلى الأبناء أن يقدّروا خبرة آبائهم ويستفيدوا منها. وهذا يمهد لمستقبل أكثر وعيًا وتفاهمًا.
جامعة الأزهر