قرارات وزير الاستثمار أبو غزالة: دماء جديدة لمرحلة اقتصادية مختلفة
المرفأ… شهدت الأيام الماضية تداولًا إعلاميًا واسعًا بشأن القرارات الأخيرة لوزارة الاستثمار، والتي تضمنت إنهاء خدمات عدد من المدراء العاملين في الوزارة. وبينما ركزت بعض التقارير على تفاصيل هذه القرارات، فإن القراءة المتعمقة تكشف أن ما جرى يأتي في إطار عملية إعادة هيكلة مؤسسية تسعى إلى تعزيز كفاءة الوزارة بما ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي التي يقودها الأردن.
القوانين والأنظمة منحت وزير الاستثمار صلاحيات إدارية واضحة في ما يخص إعادة تشكيل الجهاز الوظيفي، وهو ما استخدمه الوزير د. طارق أبو غزالة في قراراته الأخيرة، وتؤكد هذه الصلاحيات أن للوزير الحق في اتخاذ ما يراه مناسبًا لضمان تطوير الأداء المؤسسي بما يحقق الأهداف الوطنية، خصوصًا في قطاع حيوي يتصل بجذب الاستثمارات وتسهيل بيئة الأعمال.
القرارات الأخيرة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن المسار العام الذي تسير فيه الدولة الأردنية. فالتوجهات الحكومية تسعى إلى بناء جهاز إداري أكثر مرونة وحداثة، قادر على استيعاب المتغيرات الاقتصادية وجذب الاستثمارات النوعية؛ فإن ما حدث في وزارة الاستثمار هو جزء من عملية أكبر لإعادة توزيع الأدوار وضخ دماء جديدة، بما يعزز من قدرات الوزارة في التعامل مع التحديات الراهنة والمستقبلية،وفق مطلعون.
ومن المنتظر أن تفتح هذه الهيكلة المجال أمام كوادر جديدة تمتلك مهارات وخبرات عصرية تتلاءم مع طبيعة المرحلة المقبلة. فالإدارة الاقتصادية الحديثة تحتاج إلى أدوات متجددة وأساليب أكثر ديناميكية، وهو ما تسعى الوزارة إلى ترسيخه عبر استقطاب كفاءات شابة قادرة على تقديم حلول مبتكرة وجاذبة للمستثمرين.
ورغم الجدل الذي أثارته هذه الخطوة في وسائل الإعلام، فإن شريحة واسعة من المراقبين ترى أن ما أقدمت عليه الوزارة يعكس شجاعة إدارية وحرصًا على الإصلاح من الداخل. فالمؤسسات لا يمكن أن تبقى أسيرة للجمود، بل تحتاج دائمًا إلى مراجعة دورية لهياكلها، وهو ما يلاقي استحسانًا لدى كثيرين ممن يؤمنون بأهمية التغيير والتطوير المستمر.
مراقبون يرون بإن ما جرى ليس مجرد قرار بإنهاء خدمات عدد من المدراء، بل هو محطة في مسار إصلاح مؤسسي شامل، يستهدف أن تكون وزارة الاستثمار أكثر فاعلية وحضورًا في المشهد الاقتصادي الأردني والإقليمي، وأكثر قدرة على خدمة المستثمرين وتلبية تطلعات التحديث.