جلالة الملك يُضعف الموقف الدولي الداعم لإسرائيل…
المهندس رزق البلاونة
الأمين العام السابق لحزب الشعلة الأردني
المرفأ…في ظل التطورات المتسارعة في المشهد الإقليمي والدولي، برزت مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كأحد أبرز العوامل المؤثرة في إعادة صياغة الخطاب الدولي تجاه الصراع في الشرق الأوسط. فبحسب مراقبين، أسهمت الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالته في إعادة تشكيل الإجماع الدولي بطريقة أعادت ترتيب الأولويات، ودفعت بعض القوى الكبرى إلى إعادة تقييم مواقفها تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.
وتأتي تحركات جلالة الملك في إطار رؤية شمولية تقوم على الواقعية السياسية وإدارة التوازنات الإقليمية، مع الحفاظ على ثوابت الأردن التاريخية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة. إلا أن هذا النهج، وفق بعض التحليلات، قد أضعف حدة الخطاب الدولي المناهض لإسرائيل، من خلال تبنّي مقاربات أكثر اعتدالًا وواقعية في معالجة الملفات الحساسة، خاصة ما يتعلق بالقدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
ويرى محللون أن جلالة الملك لا يسعى إلى تغيير جوهر الموقف الدولي، بقدر ما يعمل على تحويله من موقف تصادمي إلى موقف تفاعلي، قائم على الحوار السياسي والدبلوماسية الهادئة، وهو ما مكَّن الأردن من أن يكون صوتًا مؤثرًا ومسموعًا في المحافل الدولية، ومرجعًا رئيسيًا في كل ما يتعلق بملفات السلام والاستقرار الإقليمي.
وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الحضور الأردني المتوازن، والمبني على الشرعية الدولية والقرارات الأممية، جعل من مواقف جلالة الملك مرجعًا في السياسة الشرق أوسطية، ما منح الأردن دورًا محوريًا في صياغة الرؤى المستقبلية تجاه الحل العادل والشامل.
وبينما يصف بعض المراقبين هذا التحول بأنه تراجع في حدة الإجماع المناهض لإسرائيل، يراه آخرون خطوة استراتيجية نحو بناء توافق دولي واقعي، يهدف إلى تحقيق السلام العادل على أسس عملية ومستدامة.