سماح إبراهيم عبد العزيز… بين نور القرآن ووعي النفس

2٬570

 

المرفأ…في ظل ما يشهده العالم من أزمات متلاحقة وظروف اجتماعية ونفسية ضاغطة، بات الحديث عن الصحة النفسية وتأهيل الأسر ضرورة مجتمعية، لا ترفًا فكريًا. هنا، تتجلى أهمية الدور الذي تؤديه شخصيات نسائية واعية، حملت على عاتقها مهمة الإصلاح النفسي والتربوي والاجتماعي. ومن بين تلك الشخصيات، تبرز الأستاذة سماح إبراهيم عبد العزيز.
هي امرأة متعددة المواهب، متنوعة المعارف، عميقة التأثير. جمعت بين العلوم الشرعية والعلوم النفسية، وبين التعليم القرآني والتأهيل المجتمعي، لتشكل نموذجًا متكاملًا في خدمة الإنسان من الداخل والخارج، علمًا وروحًا.
في هذا الحوار الموسع، نحاورها لنتعرف على رحلتها، وكيف توازن بين أدوارها العديدة، ورؤيتها لمستقبل الصحة النفسية في العالم العربي، وطموحاتها، ومبادراتها، ورسالتها لكل من يسعى للوعي والتغيير.

حوار :إبراهيم عمران

بطاقة تعريف: من هي سماح إبراهيم عبد العزيز؟
سؤال: في البداية، نود أن نتعرف عليكِ من قرب. من هي سماح إبراهيم عبد العزيز؟
أنا سماح إبراهيم عبد العزيز، مصرية الأصل، أؤمن أن رسالتي في الحياة هي إعمار النفس والروح، ولهذا جمعت بين التعليم الأكاديمي المتخصص في العلوم النفسية والاجتماعية، وبين العلوم الشرعية، التي أعتبرها وقودًا للروح في رحلة الإصلاح.
حصلت على:
بكالوريوس خدمة اجتماعية
ماجستير مهني في:
الصحة النفسية
الإرشاد الأسري
الإرشاد النفسي
حاصلة علي دكتوراة ارشاد اسري ونفسي دي فعلا اتمتها والصحة النفسية دي الدكتوراة التانية
وأسعى حاليًا للانتهاء من دكتوراه في الصحة النفسية، أتناول فيها موضوع الاضطرابات النفسية المختلفة وتأثيرها على جودة الحياة.
كما حصلت على عدة دبلومات متخصصة، منها:
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
علم النفس الإكلينيكي
إعداد الأخصائي النفسي والأسري
تربية خاصة
إعداد معلمة رياض الأطفال
دبلومة تدريب مدربين (TOT)
📖 من القرآن إلى علوم النفس: تنوع معرفي لخدمة الإنسان
سؤال: إلى جانب العلم النفسي، نلاحظ اهتمامك العميق بالعلوم الشرعية. ما طبيعة هذا التوجه؟
أؤمن أن الصحة النفسية لا تكتمل دون بُعد روحي. لذلك، اهتممت بدراسة كتب العقيدة والإيمان والسلوك. درست بعض الكتب الشرعية وحصلت على:
إجازات سماعية في كتب مثل:
الداء والدواء لابن القيم
الوابل الصيب من الكلم الطيب
إجازة في متن تحفة الأطفال (في علم التجويد)
دبلومة في تعليم القرآن لغير الناطقين بالعربية، مع تخصص في اللغة الإنجليزية
الهدف من هذا الدمج هو بناء شخصية متوازنة نفسيًا وروحيًا، تستمد قوتها من الداخل، وتتحلى بالاتزان في مواجهة تحديات الحياة.
محطات مهنية… ومسيرة تأسيس
سؤال: حدثينا عن خبراتك المهنية والمجتمعية. كيف تشكلت هذه المسيرة المتنوعة؟
عملت في أكثر من مجال وتقلدت أدوارًا متعددة. من أبرزها:
في التعليم:
معلمة قرآن وتجويد
مُؤسسة لجروب مدرسة الهدى لتعليم القرآن للنساء والأطفال
مدربة تأسيس للأطفال قبل المدرسة
في الإدارة والتنمية:
مسؤولة إدارة دار قرآن كريم
نائب رئيس مؤسسة تعليمية تربوية
منسق عام لأكاديمية تدريب وتنمية موارد بشرية
تقديم محاضرات وورش عمل في الصحة النفسية والإرشاد الأسري
في المبادرات والمجتمع المدني:
مؤسسة ورئيسة لـ:
ملتقى يوم مع طفل
ملتقى صحتنا حياتنا
عضو فعال في:
مبادرة “هي تستحق الأفضل”
مبادرة “إحنا قدها”
وقريبًا سيتم الإعلان عن:
مبادرة “هي السند”، المعنية بدعم المرأة المُعيلة نفسيًا وأسريًا
الجلسات النفسية: دعم مباشر وواقعي
سؤال: هل تقدمين جلسات نفسية؟ وكيف تتم؟
نعم، أُقدم جلسات إرشادية وعلاج نفسي معرفي سلوكي (CBT) للأفراد والأسر، وتشمل:
الدعم النفسي لحالات القلق، الاكتئاب، ضغوط الحياة
جلسات إرشاد أسري وزواجي
متابعة وتأهيل الأطفال والمراهقين
دعم المرأة المعيلة والمطلقة
الجلسات متاحة أونلاين وأوفلاين، حسب حالة وظروف العميل.
رؤية ورسالة: من أجل أسرة متوازنة ومجتمع واعٍ
سؤال: ما هي رؤيتكِ لمستقبل الصحة النفسية في الوطن العربي؟
الصحة النفسية ما زالت تُعامل كـ”تابو” في كثير من المجتمعات العربية. رؤيتي أن تتحول إلى أولوية في السياسات التعليمية والصحية والاجتماعية، وأن يكون هناك دمج حقيقي بين الوعي النفسي والشرعي، حيث يُفهم الدين فهمًا يعزز من التوازن لا من القلق.
أسعى لأن أكون جزءًا من هذا التغيير، من خلال العمل في مجالي، والمبادرات التي أطلقها.
طموحات مستقبلية لا حدود لها
سؤال: ما الذي تطمحين إلى تحقيقه في المرحلة المقبلة؟
إطلاق مركز شامل متكامل يقدم خدمات التأهيل النفسي والإرشادي والشرعي، خاصة للمرأة والطفل
استكمال الدكتوراه في الصحة النفسية، ونشر أبحاث علمية معتمدة
إطلاق برامج تدريبية مجانية لدعم الأخصائيين الشباب في مجال الإرشاد الأسري
تطوير منصة إلكترونية تعليمية نفسية مخصصة للنساء والأمهات
الوصول إلى المناطق المهمشة والنائية لتقديم جلسات توعوية وتدريبية
نصيحة من القلب… للمرأة والأسرة والمجتمع
سؤال: ما النصائح التي تحبين توجيهها لكل من يقرأ هذا الحوار؟
اعرف نفسك بصدق، وواجه ضعفك بشجاعة.
لا تتردد في طلب المساعدة النفسية، فهي دليل وعي لا ضعف.
العلاقات السليمة تبدأ من الداخل… صلح ذاتك تصلح علاقاتك.
المرأة هي عماد الأسرة، فاعتني بنفسك، واطلبي الدعم متى احتجته.
اجعلوا من القرآن مرشدًا ومن العلم سلاحًا، فبهما تصنعون ذاتًا قوية.
كلمة أخيرة
رسالتي أن الإنسان يستحق أن يعيش حياة متزنة، مليئة بالسلام الداخلي والوعي، وأن يكون قادرًا على تخطي أزماته، وصناعة مستقبله، من خلال فهم نفسه، والإيمان برسالته.
أسعى لأن أكون عونًا لكل من يحتاج دعمًا، وأن أظل طالبة علم، وباذلة جهد، في سبيل الله، وخدمة الإنسان.

 

أخصائية إرشاد نفسي وأسري، وقائدة مجتمعية في ميادين التنمية والتأهيل والتعليم

قد يعجبك ايضا