إضاءات في خطاب العرش السامي بقلم الاستاذ الدكتور ابراهيم محمد الرواشدة مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية

3٬702

 

المرفأ…..إن جلالة سيدنا لا يخاف إلا الله، ووراءه أردنيٌّ لا يهاب، فالأردني هو سند القائد، ودرع الوطن، وعنوان الصبر والعزيمة. هذه الكلمات الملكية العميقة لامست وجدان كل أردني، وأكدت أن لا خوف على الأردن القوي بشعبه ومؤسساته، فهو — بعون الله — وطن العزّة والكرامة، وموئل الأمن والاستقرار، وسيبقى كذلك بقيادته الهاشمية الراسخة وإرادة أبنائه المخلصين.

لقد تشرفتُ بحضور افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة، والاستماع إلى خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مستعرضًا رؤى جلالته الثاقبة نحو تعزيز مسارات الإصلاح الشامل، وتمكين الشباب، وتطوير منظومة الأداء الوطني.
جاء خطاب العرش حافلًا بـ رسائل عميقة تؤكد على سيادة القانون، والاستدامة، والابتكار في الإدارة العامة، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وهي مرتكزات تشكّل خارطة طريق نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وفاعلية في خدمة الوطن والمواطن.

وأكد جلالته في خطابه أننا نقف اليوم كما عهدنا، في المكان ذاته الذي شهد بداية العهد لخدمة هذا الوطن العزيز، الوطن الذي وُلد في قلب الأزمات وتجاوزها بالإرادة والعزيمة والإيمان، فاشتدّ عوده ونما رغم الصعاب، بفضل تلاحم الأردنيين ووحدتهم الصلبة.
وتوقف جلالته عند جوهر القيادة الهاشمية التي لا تعرف الخوف، قائلاً:
نعم، يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله. ولا يهاب شيئًا وفي ظهره أردني.”

هذه العبارة تختصر معاني الثقة، والفداء، والولاء بين القائد وشعبه، وتؤكد عمق العلاقة التي تجمع جلالته بأبناء الوطن، الذين يشكّلون درعًا للوطن وسندًا للقيادة.
كما أكد جلالته أن الإصلاح مسيرة مستمرة لا تعرف التوقف، وأن ما تحقق حتى الآن خطوة مهمة في طريق طويل يتطلب عملاً دؤوبًا وجهدًا جماعيًا، داعيًا مجلس الأمة إلى مواصلة دورهم في دعم مسارات التحديث السياسي، وترسيخ العمل الحزبي النيابي المكرّس لخدمة الوطن — لا شيء غير الوطن.
وشدد جلالته على ضرورة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، واستقطاب الاستثمارات النوعية، وخلق فرص العمل، وتحسين معيشة المواطن، إلى جانب تطوير القطاع العام، والتعليم، والصحة، والنقل لتواكب متطلبات العصر الحديث وتلبي تطلعات الأردنيين.
وفي ظل ما يشهده العالم من حروب وصراعات وأزمات، أكد جلالته أن الأردن سيبقى صلباً كما كان، مستندًا إلى إرث الهاشميين وجيش عربي مصطفوي سليل الأبطال الذين حموا الأرض وصانوا الكرامة.
وفي كلمته عن غزة الجريحة، عبّر جلالته عن موقف الأردن الثابت قائلاً إننا سنبقى إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، ونواصل إرسال المساعدات الإغاثية والطبية، مؤكدًا رفض الأردن القاطع للانتهاكات في الضفة الغربية، ومتمسكًا بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
واختتم جلالته خطابه بالتأكيد أن خدمة الوطن واجب مقدس علينا جميعًا، وأن الأردن سيبقى قويًا بشعبه ومؤسساته، راسخًا في ثوابته، ماضيًا بثقة نحو المستقبل بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي.

قد يعجبك ايضا