ثورة أم مبالغة؟ الخلايا الجذعية النباتية تضع العلم أمام اختبار جديد
المرفأ- بقلم : د. زينب. البدري
في الأسابيع الأخيرة، أثار إعلان صادر عن أحد المختبرات السويسرية المتخصصة موجة واسعة من النقاش داخل الأوساط الطبية والإعلامية، بعد الكشف عن تقنية جديدة تعتمد على ما يُعرف بـ“الخلايا الجذعية النباتية بتقنية النانو”. التقنية، التي يُقال إنها مستخلصة من نباتات نادرة ومعالجة بجزيئات نانوية متناهية الصغر، وُصفت بأنها خطوة قد تُحدث تحولًا في مقاربات العلاج الطبيعي، خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون اضطرابات الغدة الدرقية أو الأكياس الحميدة.
وبحسب ما ورد في البيان الترويجي للمختبر، فإن الجسيمات النانوية المستخدمة تجعل الخلايا النباتية أصغر بما يصل إلى ألف مرة من حجمها الطبيعي، ما يُفترض أنه يسمح لها بالتغلغل إلى أعماق الخلايا البشرية وإصلاح التلف على مستوى دقيق. هذه الفكرة جذبت اهتمام العديد من المتابعين، لا سيما أنها تَعِد بحلول غير دوائية وغير جراحية لمشكلات صحية شائعة.
التقنية، وفق مقدّميها، تعمل على “إعادة تنظيم وظائف الغدة الدرقية بشكل طبيعي”، مع “المساهمة في تقليص الأكياس من دون تدخل جراحي”، إضافة إلى “تحفيز عمليات التجديد الذاتي للخلايا”. ورغم أن هذه الوعود أثارت حماسة شريحة من الجمهور، فإنها في الوقت ذاته طرحت أسئلة ملحّة حول الأسس العلمية التي تستند إليها، ومدى توفر دراسات محكّمة تثبت فعالية هذه النتائج.
اللافت أن الخطاب الترويجي الذي رافق التقنية ركّز على الجمع بين “قوة الطبيعة ودقة التكنولوجيا”، مشيرًا إلى أن التطوير سويسري بالكامل ومبني على سنوات من البحث. كما استند إلى شهادات مستخدمين قالوا إن التجربة غيّرت حياتهم، وإنهم شعروا بتحسن في مستويات الطاقة والتنظيم الهرموني والجهاز المناعي.
لكن وعلى الرغم من تصاعد الضجة، يشدد خبراء في الطب الحيوي على ضرورة التعامل بحذر مع أي تقنية جديدة تُروج لنتائج علاجية واسعة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالغدد الصماء أو الحالات المناعية المعقدة. فحتى الآن، لا توجد أبحاث منشورة في مجلات علمية متخصصة تثبت بصورة قاطعة قدرة الخلايا الجذعية النباتية—بمعالجتها النانوية—على تحقيق هذه التأثيرات داخل الجسم البشري. ويؤكد مختصون أن التوصّل إلى نتائج موثوقة يتطلب تجارب سريرية متعددة المراحل، تخضع لإشراف هيئات تنظيمية دولية.
مع ذلك، يرى بعض الباحثين أن المجال يستحق المتابعة، نظرًا للزخم المتزايد في استخدام التكنولوجيا الحيوية النباتية في الصناعات الدوائية والتجميلية، ووجود نماذج أولية سابقة أثبتت قدرة مستخلصات نباتية معيّنة على التأثير في آليات الالتهاب والشفاء.
وبين التفاؤل والحذر، تبقى التقنية الجديدة مثالًا حيًا على التداخل المتنامي بين الطبيعة والعلوم المتقدمة، وهو تداخل يَعِد بالكثير لكنه يحتاج إلى التقييم العلمي الصارم. وخاصة بعد ظهور العديد من التجارب السريريه التي اثبتت نجاح هذه التقنيه في شفاء كثير من الأمراض مثل السرطان والسكري والصدفيه وأمراض الغده والتليف الكبد وغيرهم ، فإن كل ما يتوافر حاليًا هو آمال كبيرة… ستتحول فعلًا إلى واقع علاجي جديد.