وكالة المرفأ الاخبارية:  عاد الطفل الفلسطيني فوزي الجنيدي (16عاماً)، لعائلته في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بعد اعتقال دام نحو 20 يوماً، وبعد أن تحول إلى إحدى أيقونات “الانتفاضة الفلسطينية الحالية من أجل القدس”، بعد انتشار إحدى الصور له وقد أحاط به أكثر من 23 جندياً خلال اعتقاله.
ورغم ظروفه الصحية، حيث يعاني رضوضاً، وكسراً بالكتف، فإنه بدأ يفكر في العودة للعمل، وفتح محل تجاري يعيل أسرته.ومساء الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2017، أخلت السلطات الإسرائيلية سبيل الجنيدي بعد دفع كفالة مالية قدرها 10 آلاف شيكل (2860 دولاراً)، لحين استكمال محاكمته.

واعتقل الجيش الإسرائيلي الطفل الجنيدي في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بمنطقة باب الزاوية، وسط الخليل، حيث كانت تدور مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية؛ احتجاجاً على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.وانتشرت على مواقع التواصل ووسائل إعلام عربية ودولية صورة للطفل الجنيدي لحظة اعتقاله، وهو معصوب العينين، ويحيط به 23 جندياً إسرائيلياً.

ومنحت تلك الصورة، الجنيدي شهرةً على مستويَين محلي ودولي.وأثارت الصورة تعاطف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الطفل الجنيدي، حيث تطرق إلى “محنته”، خلال كلمة ألقاها في افتتاح القمة الإسلامية، التي عُقدت بمدينة اسطنبول التركية، في الثالث عشر من ديسمبر/كانون الأول؛ رفضاً لقرار الرئيس الأميركي بخصوص القدس.

الجنيدي يتحدث

ويقول الجنيدي بينما كان يستقبل بعض أقربائه في منزله بالبلدة القديمة من مدينة الخليل، مهنِّئين إياه بإطلاق سراحه: “الحمد لله.. أنا حر، عدت مرة أخرى لعائلتي”.وأضاف: “أكثر ما كان يقلقني، هو وضع عائلتي التي تمر بظروف صعبة، وكنت المعيل الوحيد لهم”.

ولفت إلى أنه سيعود لحياته الطبيعة، والمضي قدماً في تنفيذ مخططه، لفتح محل تجاري يعيل أسرته.وعمل الجنيدي عاملاً بأجر يومي لدى محال بيع الخضر في مدينته، ويطمح إلى أن يفتتح محلاً خاصاً به، أو افتتاح مقهى صغير في حيّه.وأوضح أنه النجل الأكبر لأسرته، ويعيل والده ووالدته و4 من إخوانه.

واضطر الطفل الفلسطيني إلى ترك المدرسة للعمل وإعالة عائلته، حيث إن والده مصاب بكسر في رجله اليمنى، وتعاني والدته مرضاً عضالاً.وعن الشهرة التي نالها جراء اعتقاله، قال الجنيدي إنه “يعتز بحملة التضامن الدولية التي ساندته”.

هكذا عذبوني

لكنه أشار إلى أن هناك “عشرات الأطفال” ما يزالون رهن الاعتقال، مضيفاً: “هم أيضاً بحاجة للتضامن للإفراج عنهم”.وعن ظروف اعتقاله، قال الجنيدي إنه تعرض للضرب المبرح من قِبل الجيش الإسرائيلي خلال اعتقاله، وتمت معاملته بشكل فظّ.

وأضاف أنه اعتُقل في شارع وادي التفاح بمدينة الخليل، خلال هروبه من رائحة الغاز المسيل للدمع، والمواجهات، في أثناء توجهه لمنزل أحد أقربائه.وتابع: “اعتقلتُ من قِبل قوة عسكرية، وبدأت بشكل فوري بضربي وألقوا بي على الأرض، ضُربت على كل أنحاء جسدي، وعلى رأسي، جلس فوقي عدة جنود، داسوا عليّ بأرجلهم”.

واستطرد قائلاً: “كنت بحالة خوف شديدة، لا أعرف ما يجري لي، تم تكبيلي ونقلي لأحد السجون، لا أعرف أين، كنت أنزف وجسدي يتألم، تم ضربي مرات عدة على كتفي”.كما أشار إلى أنه تعرض للضرب داخل المعتقل، وهو معصب العينين، وتم سكب المياه الباردة على أرجله خلال التحقيق معه.

وكانت فحوصات طبية خضع لها الطفل فوزي الجنيدي، قد أظهرت وجود كسر بكتفه اليمنى، جراء الضرب الذي تعرض له خلال اعتقاله، بحسب الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فرع فلسطين.

يخشى المحاكمة

ورغم أن الإفراج عن الجنيدي “مؤقت”، وتم بعد دفع كفالة مالية، لكنه يؤكد عدم خشيته من “المحاكمة”.ويقول: “لم أعد خائفاً، لا يوجد شيء يمكنه إدانتي”.

وحددت محكمة عوفر الإسرائيلية العسكرية تاريخ 14 يناير/كانون الثاني 2018، موعداً لاستكمال محاكمة الجنيدي.ويتابع قائلاً: “أقول للرئيس الأميركي دونالد ترامب: مهما فعلت فستبقى القدس عاصمة دولة فلسطين”.

بدوره، يقول رشاد الجنيدي، عم الطفل، لوكالة الأناضول، إن اعتقال “فوزي”، والاعتداء بالضرب المبرح عليه، يكشفان “الوجه القبيح للاحتلال”.وأضاف: “تم اعتقاله من قِبل 23 جندياً، اعتدوا عليه بشكل مبرح، أين الشجاعة في ذاك؟!”.وأشار إلى أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فرع فلسطين (جمعية فلسطينية غير حكومية)، تقدمت بشكوى رسمية ضد الجيش الإسرائيلي، بالنيابة عن الطفل.

وتشهد الأراضي الفلسطينية مواجهات بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، منذ إعلان الرئيس الأميركي، يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، اعترافه بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمةً لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن السلطات الإسرائيلية اعتقلت 610 فلسطينيين، في الضفة الغربية المحتلة وضمنها القدس، منذ إعلان ترامب بشأن مدينة القدس، بينهم 170 أطفال.