الأسد «يحجب مؤقتًا» أصوات «التأزيم» مع الأردن لكن «لا يتعاون» مع رسائل مجموعة «تجار الشام»

401

وكالة المرفأ : يبدو أن «القناة الأردنية» التي استخدمت مؤخرًا للتواصل مع النظام السوري لم تفلح بعد في تبديد الانطباعات الواقعية عن صعوبة إجراء اتصالات مع نظام دمشق، حتى تحت بند مستجدات جدول الأعمال الأردني حيث طرقه محسوبة على نافذة بشار الأسد وأخرى صوب إيران وتفاعل حيوي ويومي مع «الحضن التركي».
هنا تحديدًا لا توجد «نتائج ملموسة» وسريعة للزيارة التي قامت بها لدمشق محملة برسائل ودية مجموعة صغيرة من أركان التجارة الأردنية من أردنيي «الأصل الشامي» في الوقت الذي منعت فيه ظروف واعتبارات شخصية كما علمت «القدس العربي» وزير الصناعة والتجارة الأردني الأسبق والشخصية المرموقة الحاج حمدي الطباع من الوقوف على محطة دمشق على الأقل في هذه المرحلة.
ثمة في الأفق الثنائي ما يوحي بأن التصريحات والسياسات «العدائية» بين الجانبين توقفت نسبيًا وانحسرت حيث اختفى لفترة طويلة نسبيًا قياسًا بالمعتاد الصوت السوري الذي احترف الشغب والتوتير مع الأردن وهو صوت السفير السوري المطرود سابقًا من الأردن الجنرال بهجت سليمان.
تعليقات الجنرال سليمان المستفزة ضد الأردنيين لم ترصد خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
خلافًا لذلك؛ يحاول نائبه القائم حاليًا بالأعمال في سفارة دمشق في عمّان أيمن علوش بناء تصور إيجابي، والتقدم بعبارات مجاملة أهمها الحديث عن «حتمية العلاقات السورية الأردنية» خصوصًا بعد الاسترخاء بلقاء حميم في مكتب رئيس مجلس النواب الأردني وفي يوم واحد مع سفراء محور المقاومة والممانعة حيث السفيران الإيراني واللبناني.
الاقتراح الذي تلقاه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من شخصية سياسية بارزة في عمّان، بعنوان: زيارة ملكية لبيروت ولقاء خاص مع الرئيس ميشال عون، لم يتقدم فعليًا على الأرض لأن الجانب الأردني لا يريد إنجاز زيارة من هذا النوع في الوقت الذي لا تزال فيه الاتصالات جامدة تماماً مع نظام دمشق او لم تتطور.
بوضوح أيضًا توقفت تصريحات التوتير التي طالما صدرت ضد الأردن من شخصيات سورية أخرى مثل بشار الجعفري مسؤول دمشق في الأمم المتحدة المتخصص في اتهام الأردن بالسماح بتسريب وتسلل الإرهابيين عبر الحدود إلى بلاده.
لم يظهر في الإعلام الاجتماعي أيضًا خلال الأسابيع الأربعة الماضية على الأقل نجم التأزيم الأكبر مع الأردن عضو مجلس الشعب السوري الشيخ أحمد شلاش الذي يدلي بتعليقات موتورة خالية من أي أساس سياسي بين الحين والآخر.
في المقابل تختفي تمامًا تلك الافتتاحيات التي تهاجم النظام السوري في الصحافة الرسمية الأردنية، لا بل تظهر بالمقابل مقالات لكتاب محسوبين على السلطة تتحدث عن ضرورة الانفتاح أكثر على «الشقيق السوري» بعد توتر استمر منذ عام 2011.
بالمقابل يعزز رئيس النواب عاطف الطراونة من اتصالاته مع زميله رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري على أمل البقاء في دائرة قريبة تمكنه من الاستثمار في المناخ السائد اليوم وسط النخبة الأردنية نفسها بعنوان «تنويع الخيارات والاتصالات بعد الخذلان في محاور الشراكة».
أوساط عمّان لا تخفي شعورها بالخذلان والتنكر وتقف على عتبة الاستعصاء التام اليوم عندما يختص الأمر بالمحور التقليدي القديم الشريك حيث العلاقات مع السعودية «غير جدية» وتعقيداتها كثيرة وحيث استعادة العلاقات مع الإمارات بحاجة لعمل كثير، وحيث انقلاب إسرائيلي يومي وبالتفصيل على شريك السلام الأردني.
ما حصل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية هو «تجريب» طرق باب المصالحة مع نظام بشار الأسد عبر مجموعة من التجار النافذين من أردنيي الأصل الشامي تحديدًا من بناة الاقتصاد الأردني وأصحاب المصلحة في العودة لعلاقات طبيعية في البعد السياسي والأمني مع دمشق.
لا توجد معطيات تؤكد نجاح او فشل تام لأي جهود بذلت في هذا الإطار.
والانطباع في عمّان اليوم أن نظام الأسد يتقصّد «إطالة أمد القطيعة» ومنع التفاعل السريع مع رسائل الغزل الأردنية، منطلقاً من عودة إحساسه بالحسم العسكري والحاجة لسلسلة من الاعتذارات الأردنية التي لا يمكنها أن تقفز أصلاً إلى الواجهة.
الحسم المحوري العسكري في رأي الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد واقع موضوعي لا بد من التعامل معه لكن لا يعني أن «الإشكال في سوريا انتهى».
عبر «القدس العربي» يقترح بني ارشيد بأن عودة سوريا إلى مستويات الاستقرار مرتبط اليوم بالحركة التالية في استيعاب الدروس من جهة النظام السوري، لأن بناء المستقبل على أساس عدم التصالح وإنكار الأخطاء وقمع الحريات وعلى أساس الحسم العسكري فقط يطيل أمد الأزمة ويؤدي لصعوبات في العودة. وبرغم تباين المواقع والمنطلقات لا يختلف مسؤولون كبار مع استخلاص بني إرشيد وهم يحاولون تقويم «ردود الفعل الباردة» لنظام دمشق على محاولات التواصل الأردنية.
وفي مكتب رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي تم توثيق الملحوظة التالية: «يلعب نظام بشار معنا لعبته نفسها مع حركة حماس حيث يحاول «تصعيب» مهمة عودة التواصل ويوحي بأنه يستقبل الرسائل من دون رفضها».
مع الشرح تبيّن أن صمت الأقلام التي تكرست لمهاجمة الأردن، ليس إلا محاولة للتّذاكي، لأن قنوات «التجار الشطار» المستخدمة سياسياً لطرق الباب السوري لم يمنحها نظام بشار وللأسبوع الثالث أي «ورقة» ذات قيمة تساعدها في مهمة إقناع عام بعدم «عبثية» محاولات التواصل في لعبة سياسية ودبلوماسية تعرف المؤسسة الأردنية أن النظام السوري يجيدها بكفاءة.القدس العربي

قد يعجبك ايضا