لنُوارِب الباب بقلم :منى توفيق عثامنه

336

المرفأ….في ازدحام الاخبار الاجتماعية المذهلة والتي فعليا باتت متداولة وكأنها طبيعية ولا رد فعل متفاجئ او علامة تعجب بها
بسبب كثرتها وتتابعها وتداولها وانتشارها وكأنها منظمة.
إسفاف جرائم مشاجرات تسرب من المدارس عنف حوادث طرق اعتداءات على الأماكن العامة والأملاك والبشر والحجر والشجر والزرع والضرع سلوكات لا تمت لأخلاق مجتمعنا وثوابتنا بصلة . غلاء معيشة انعدام فرص ..
تنافس الكتروني عجيب بمواقع السب والقذف والقدح والشتم وخلط الحقيقة بالضلالة .
من أين بدأت الحكاية ؟
ومن أين نبتدي الحكاية ؟ فإن لها اكثر من بداية_ رحم الله عبدالحليم حافظ._
لقد بدأت الحكاية من حيث انتهت الرموز الاجتماعية وباتت السخرية من القيم والثوابت والدين واللغة والتاريخ حتى الاطباق الشعبية والعادات والتقاليد باتت السخرية منها خفة دم ابتداءا بالأم والأب والمعلم والشرطي والإعلامي وشيخ الدين وكبار السن .وانتشار نكات التحشيش وٱثاره على المتعاطي بتأليف طرائف تصوره ظريفا سريع البديهة .
ثم غياب القوة الإعلامية المؤثرة مثل الجرائد الرسمية والإذاعة المحلية
ووصف التلفزيون الرسمي بتلفزيون الميرمية .
وكأن الميرمية تهمة مخزية !
حتى ظهرت قنوات تجارية تقدح الشرار بحجارة الصوان تصب بنزينا فوق الهشيم
حتى اعشابنا الطبية لم تسلم من هراءات الظاهرة الخبيثة فزرعوا عشب افكارهم السامة لتصبح عقاقيرا للضياع .
لقد انعدمت ثقتنا بأنفسنا وبعضنا فغابت قوة الانتخاب بالنقابات والبرلمان والمجالس البلدية فوهنت الحقوق وسقمت المنابر .
لقد أصبح الفراغ مقبرة لطاقات الشباب والبنات
حتى انه وأد المشاعر فتزعزعت اواصر الأسرة وبات قرار الطلاق أسهل من دخول الى سوق ومتجر او رمي منديل ورقي من نافذة سيارة او بيت .
ولم يقتصر على فئة المتزوجين الجدد بل بات طبيعيا بين علاقات زوجية امتدت عقودا وبوجود أحفاد .
البداية أيضا قد تكون بسبب مظاهر البذخ والسفر والسياحة وكشف الخصوصيات وحياة المشابهة والتمثيل والتصنع والرومانسية المفتعلة مما اثقل كواهل الناس وأعجز قدراتهم لكنهم ما بين مكابر ونادم وحائر وغاضب . حتى خسرت وانكسرت التجارة المباركة بسبب الغش وربح الربى الذي محق كل شيء .
لقد غاب الحب يا سادة يا كرام غاب الحب والإيمان والرضى والسكينة والألفة والقدوة والكبير وصفدت العدالة الحية التي لا تموت اضاعوا ميزانها فطالت حبال المحاكم ..
وترابطت حبال الكذب القصيرة فطال اثرها بالنصب والزيف والاحتيال والمراوغة رغم وضوحها وانكشافها .
واشتعل راس الأمل شيبا ووهن عظم الصبر .
وانفلتت الألسنة والأقلام عبر مواقع الكترونية شرسة مغرضة نتنة تطبع الرذائل تصغر الكبائر تحطم الحدود تفكك الروابط وتفلت الضوابط تشحن الناس ضد بعضهم و أنفسهم وازواجهم واولادهم وذويهم واوطانهم
فما احوجنا لفرق انقاذ من أنفسنا .
وما احوجنا لحركة اجتماعية يقودها قدوات تبذر القيم على ارصفة الشوارع وفي صفحات المواقع وبالمدارس والجامعات والمنتديات والمجالس والمضافات والبيوت وبرامج التلفزة والاذاعات .. ما احوجنا لانقاذ المرأة والطفولة والشباب مما يحاك لهم من مكائد ترميهم في مستنقعات الحرية
عسى ان تمطر السماء رحمة بنوايا الباذرين فتزهر طمأنينة في صدور ابناء هذا المجتمع الذي ما كان ثائرا يوما على قيمه ونفسه ومبادئه .
لقد نجحت نوايا الاعلام المبطن بان تهدم القيم لبنة لبنة بتفننها بفتن ظاهرة وباطنة
هيا نعمل معا نعيد للطفولة براءتها وللنساء رزانتها وللشباب إقدامهم وللبنات حياءها .. هيا نوارب الباب معا فلا نشرعه للغرباء ولا نغلقه بوجه الكرام ونعيد لرجل الدار هيبته وكلمته .
كم من فئة صالحة قليلة غلبت كثرة ضالة ظالمة فأهلكها الله بإيمان القلة .
الكثرة لم ولن تغلب شجاعا .
مهما رشوا على الحرام سكرا كي يحلوه
فإن المصلحين دائما قلة لأنهم نخب اقوامهم كما الشمس واحدة لكنها تضيء الكون .
البداية لا بد ان تكون من دفتر العائلة بألا تتمزق اوراقه قصاصات بين المحاكم ..
ثم تتطاير عناءا في ردهات الحياة .
إن الفراغ من العمل وفراغ الصدور من الإيمان والتقوى والحب مقبرة بل بركان اذا تفجر لن يبق من القيم ولن يذر .

قد يعجبك ايضا