الأردن وأمريكا .. ماهو الجديد ؟!…سميح المعايطة

599

لا يمكن للأردن رسميا وشعبيا إلا أن يقف بصدق وقوة في مواجهة اي قرار يمس القدس والمقدسات هناك فالأمر ليس سياسيا فقط بل هو التاريخ الذي لا يمكن للأردن ان يسجل على صفحاته موقفا متخاذلا أو ضعيفا وهذا ما كان منذ أن كان القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية الى القدس ،بل إن الموقف الأردني كان استباقيا ومنذ الأيام الأولى الإدارة ترامب حيث كانت النصائح والتحذيرات الأردنية من خطورة القرار.
لكن الأردن مسؤول عن موقفه لكنه يعمل في بيئة عربيه سيئة ،وفلسطين ليست أولوية لدى العديد من الدول العربية ،لكن هذا لم يمنع الأردن والاردنيين من تأدية واجبهم الذي كان محل تقدير من الجميع .
وعلى الجانب الآخر فإن الطرف الآخر القرار هو الولايات المتحدة الذي يمثل الثقل الأهم دوليا ،ولم يكن على أجندة العرب اي موقف تجاه أمريكا ،وهي أيضا دوله هامه بالنسبة للأردن الذي أصبح المصدر الأساسي المساعدات الخارجية هو اوروبا وأمريكا بعدما توقف الأشقاء عن أداء واجبهم تجاه الأردن،
وكل من يتابع ويعمل في العمل العام يدرك أن العرب لم يفكروا في التعامل مع أمريكا باعتبارها عدوا بل هي الصديق والحليف لمعظم العالم العربي وحتى السلطة الفلسطينية لم يتجاوز موقفها رفض ان تكون واشنطن راعيه لعمليه السلام .
واشنطن تعود المنطقة من جديد من خلال جوله نائب الرئيس الأمريكي التي كانت مقررة بعد قرار نقل السفارة ، وسيكون نائب الرئيس في المنطقة بداية الاسبوع القادم في جوله سيكون الأردن إحدى محطاتها وربما تكون هذه الجولة تحضيرا أو مقدمه لتواصل ارفع مستوى مع دول المنطقة في أسابيع قادمه .
الأردن لم يقطع تواصله مع الإدارة الأمريكية ،وستكون جوله نائب الرئيس محاوله اردنيه لفتح آفاق لتعامل أفضل مع الملف الفلسطيني فضلا عن مصالح اردنيه مباشره مثل المساعدات الأمريكية العسكرية والاقتصادية والحرب على الإرهاب.
القناعة الأردنية ان أمريكا سواء اتفقنا أو اختلفنا مع سياساتها فهي الرقم الصعب في المنطقة والعالم ،وحتى ما بقي من عمليه سلام فإنها هي الطرف الأهم فيها ،وأيضا هنالك المصالح الأردنية التي لا يمكن للدولة ان تدير ظهرها لها في مرحله إغماض الأشقاء عيونهم عما نعاني بل ربما يتمنى بعضهم ان يفقد الأردن حتى علاقاته الدولية لتزداد مشكلاته .
لن تدخل العلاقة الأردنية الأمريكية مرحله جديدة بل هو الاستمرار لما كان ،فلم تكن تلك العلاقة مانعا امام الأردن ليقف الموقف الصلب والصدق ضد القرار الأمريكي لكن من حق الأردن ان يحافظ على مصالحه ومصالح مواطنيه وتحالفاته الكبرى.

 

 

 

قد يعجبك ايضا