وعليك دينا لا يخال ومذهبا – عذرا فيروز لقد سدد الاردن ديونه بقلم لورانس المجالي

738

وعليك دينا لا يخال ومذهبا – عذرا فيروز لقد سدد الاردن ديونه
بقلم لورانس المجالي
هذا الوطن العزيز الذي كتب الله عليه ان يولد في اقليم مأزوم منذ بدء الخليقة دفع عبر تاريخه ثمن باهظ لوجوده في هذا الاقليم الملتهب والصاخب بالقضايا والنكبات والصراع وكان دائما لا ينتظر شكرا ولا حمدا ولم يكن الانصاف من نصيبه
لقد قدم الاردن التضحيات الجسام والمواقف المشرفة ودفع كافة الضرائب القومية والدينية والانسانية ورغم كل هذه التضحيات الا انه مثل خبز الشعير ( مأكول ومذموم ) و عبر عقود طويلة دفع ثمن المراهقة السياسية لبعض الزعماء العرب ولم ينثني عن مواقفه رغم معرفة النظام ان بعض القرارات والتوجهات لبعض الزعماء تفتقد للحكمة والتخطيط وتعتمد على الشهرة والعواطف الا ان الاردن لم يتخلى عن مواقفه المشرفة وكان يتناغم دائما مع توجهات الشارع واكبر الامثلة الموقف الاردني من حرب الخليج الذي دفع الاردن فية فاتورة سياسية واقتصادية كبيرة .
لقد حمل الاردن وهو الافقر على مستوى العالم مائيا ونفطيا على كاهله نتائج التغيرات الجيوسياسية منذ بداية القرن المنصرم وهجرات مختلفة ومن كافة انحاء المعمورة ولم يضلع ابدا بحمله الثقيل رغم المزاجية والحسابات القطبية السياسية والتي تنتهي بالتخلي الدائم للاشقاء والاصدقاء عن دعم صمود الاردن الذي يشكل صموده دعم لفلسطين وقضيتها والقدس وشرعيتها العربية وصمود المعسكر السني في العراق وسوريا في وجه المد الشيعي والعمق الاستراتيجي الخليجي والسني وصمود فكر النظام والدولة المعتدلة في اقليم ينجر بين ايديولوجيات سياسية وفوضى خلاقة .
واليوم بعد ان تضخم التعداد السكاني لاكثر من خمسة اضعاف وقرابة العشر ملايين وعلى بنية تحتية تصلح لنصف هذا العدد ورصيد مائي متواضع وارتفاع فواتير الطاقة وحصار كبير من الشمال والشرق والغرب وحدود جديدة مع ايران في الشرق والشمال وتغيرات في المطامع الصهيونية بعد ان انفتحت شهيتها اثر الفوضى في المنطقة ياتي الامتحان الكبير لحكومة مطلوب منها ان تحل المشاكل من ضرائب وبطالة وفقر وتحافظ على القدس وتدعم الداخل الفلسطيني ولا تقدم اي خطوات باتجاه الغرب المذعن للاطماع الصهيونية وفي نفس الوقت تفتح الحدود للاجئين السوريين تماشيا مع مشاعر الشارع الاردني بعد ان استقبلت مليون وثلاثمائة الف على مدى سبع سنوات وفي خضم عدم التزام المجتمع الدولي بالتزاماته فانني اجد ان معركة الحكومة في البقاء صعبة ومضنية وان الضغط ازداد على الدولة الاردنية لتركيعها ودفعها لاتخاذ قرار صعب ومصيري ومؤلم واذا لم يتنبه المواطن الاردني لهذا الحمل الثقيل وهذه الازمات المصطنعة من قبل اللاعبين في المنطقة فان الاردن في ازمة حقيقية .
ويستوقفني كالعادة مشاعر الحزن التي يتداولها الاردنيين يوميا على مصاب درعا وترافقها كلمات اردن اهل العزم وخاصة الابيات (فرضت على الدنيا البطولة مشتهى وعليك ديناً لا يخان و مذهبا) واقولها بكل الم فرض على الاردن الصبر والبطولة واما الدين يا فيروز فقد سدد الاردن كل ديونه القومية والانسانية منذ حين واصبح الاقليم برمته مديون للاردن وعلى الشارع الاردني اليوم ان لا ينجر خلف العاطفة ويدرس امكانياته وقبل ان نفكر في دعم صمود احد تعالوا ندعم بقائنا على قيد الحياة ونتذكر كم هو الحمل ثقيل على الاردن شعبا وحكومة وعلى اجهزتنا الامنية وعلى جيشنا العربي وننظر بايجابية للقرارات السيادية والله اني اكتب وكل مشاعر الحزن في قلبي ولكننا على مفترق طرق وعلينا اتخاذ القرار .

قد يعجبك ايضا