كتبت دنيا خالد الواكد : … العادات والاخلاق

804

كتبت دنيا خالد الواكد :

… العادات والاخلاق

وجهان متناقضان لعملة واحدة تجدهما متلازمان ومتمِّمان لبعضهم البعض.
المرفأ…جاءت رسالة الاسلام السمحة لتزيل هذا التناقض وتنقض كل ما اعتاد عليه الناس في الجاهلية وتمسكوا به على أنَّه عادات متوارثه وتبقي على مكارم الاخلاق وتزيد عليها في قوله صلى الله عليه وسلم (( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ))..
اعادتني كلمات اصدقائي حول مقال سابق قلت فيه كلمة حق بقولهم ليس من عادتك ان تهاجم ! فهل العادات تمنعنا من قول كلمة الحق ؟ أهِيَ ثقافة العيب ام تلوُّن الوجوه حسب المصالح ؟ أم هي عادة اتخذت لتكون دستور ، اعادتني تلك الكلمات الى قاموس العادات ، وقبل ان أُقَلِّب صفحاته ذهبت الى تصرفات الناس فيما اعتادوا عليه فوجدتهم اخذوا من الزير سالم الثأر ، ومن الجاهلية انكار الحق ، ومن المغول الوحشية ، ومن ميكافيللي الغاية تبرر الوسيلة ، ومن الاستعمار التفرقة ، وصاغوا منها دستوراً جديداً تحت مسمى العادات متجاوزين كل مكارم الاخلاق ، فمن راقب الناس مات هما ، لم يعد للمرء احترام تطاول الصغار والاقزام وزرعوا في وجوههم الجرداء أقنعة الإنسانية يشوبها الحقد والحسد ، وقفوا أمام المرايا المقعرة ليروا في أنفسهم عمالقة جعلوا منها أكذوبة ،
أغرقوا الشوارع والازقة بالنفايات التي تعكس نتانة اخلاقهم وملأت نفوسهم الضغينة والحقد والكراهية التي هدموا بها الاساسات التي بنى عليها اجدادنا ريفنا ليكون ملاذا آمنا لكل مظلوم ومحتاج وتمسكوا بدستور ظلمهم فأصبحت حياتهم ضيق وضنك ليصدق فيهم قوله تعالى: (( لو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذَّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ))
سبحانك ربي فقد قدَّمت لنا سبب ما نحن فيه فلا الكورونا ولا الكساد سبب ما نحن فيه بل هو الكفر بأخلاقيات الاسلام والكذب الذي خرج من منظومة المحرَّمات وأصبح الدارج في عصرنا هذا ،،
في القلب غصة وفي النفس حسرة على هذه المنظومة الأخلاقية التي تلاشت لنصل الى ما نحن عليه اليوم ..
فهل سنشهد عودة للحق وترك الكذب والحقد والحسد ومراقبة الآخرين في نجاحاتهم حتى يرضى الله عنا ويعيد لنا بركات السماء والأرض ؟

 

قد يعجبك ايضا