نظرية العالم ” ابراهام ماسلو “… المحامي حسين العجارمة

1٬050

عندما يتقدم ثلاثون الف شاب من حملة الشهادة الجامعيه قبل اقل من شهر لملء خمسة شواغر في شركة المياه ، تستيقن ان اعمار الاباء وسهر الامهات على هؤلاء كان سدى ، والا كيف سيكون حال هذا الشاب الذي جعلت منه الحكومات الالكترونيه المتعاقبه ، مجرد انسان يعيش الانتظار ويتقن لحظاته القاسيه .او مجرد زبون في مقاهي الفراغ.
والإنسان حين يولد مرتهنا لكل ما يحول دون تحقيق لذاته، تصبح سيرته الذاتية قابلة للاختصار في مثل شعبي عن شخص اسمه جبر، الذي لم تكن حياته إلا المسافة بين رحم أمه والقبر.
لم يكن يعلم ابراهام ماسلو عندما وضع نظرية الحاجات للانسان على شكل مثلت هرمي ، لم يكن يعلم ان هناك من الناس من سيعيش من المهد الى اللحد وهو يتحرك في مربعه الاول ويبحث عن ذاته ، فان كان العالم ماسلو قد تدرج في حاجات الانسان من البيولوجيه في قاعدة الهرم الى تقدير الذات والمقدره على الابتكار في قمته . ليعلمنا درسا في انسانية الانسان وحاجاته الضروريه ،والا اصيب الانسان بالاحباط والامراض النفسيه واقلها الاكتئاب وشغوره بالدونيه ،وما اكثرها والا ما الذي يدفع شاب في عمر الورود لان يلقي بجسده المثقل بالوجع والهموم من فوق جسر عبدون ، ومن قبله العشرات .
حين قرأت مذكرات بابلو نيرودا لأول مرة منذ سنوات ، وهي بعنوان «أشهد أنني قد عشت»، خطر ببالي على الفور عنوان مضاد يليق بحياتنا، ثم ترددت لعل ما سيأتي من أيام وأعوام وعقود يتيح لنا أن نعيش، والآن أستطيع أن أشهد بلا تردد أننا لم نعش، إلا إذا كان تعريف الحياة قد ضاق وتضاءل حتى اقتصر على البعد البيولوجي ومجرد البقاء على قيد الحياة.
لذلك عندما يكنب الشاعر العربي الفلسطيني ابراهيم وليد ابراهيم عبارته التي تقول :ما بين الواقِعِ والأحلام تُخْلقُ الآلام!هو يعي ما يقول لان واقعنا هو مصدر الامنا ، وان احلامنا ما كانت يوما سوى انعكاس لو اقعنا الذي ابى الا ان يطارد الامل فينا نحو مزيد من الاحباط واليأس

قد يعجبك ايضا